المسجد، فتريد أنها يشترى بثمن خمسة وزنات من التمر ودكًا يكون وقودًا لسراج المسجد كما كانوا يفعلون في تلك الأزمان.
وقالت: وخمس وزان للدلو، والمراد به دلو حسو المسجد أي البئر الذي في جانب المسجد، ويخرج الماء من البئر بذلك الدلو الذي هو كالسطل إلا أنه من الجلد.
والمقصود من إخراج الماء من البئر هو بالدرجة الأولى أن يتوضأ منه من يريد الوضوء ويغتسل منه من يحتاج إلى الاغتسال، من غريب أو من صاحب بيت لا يوجد في بيته بئر يأخذ منها الماء.
ثم قالت: وما فدَّ من هذه المائة الثانية: فذ معناها بقي كما سبق، فيدفع على قريب أي على شخص من قرابتها، ويعشي به، أي يطبخ منه عشاء يأكله الناس أو يصرف في باب برّ - أو شيء ينفع.
ثم قالت: والمائة الثالثة يعني من وزنات التمر الثلثمائة، إن اعتاز أي احتاج أحد من العيال تريد أولادها، أو عيال العيال: أولاد الأولاد، والبنات، فتدفع إليه، وإلَّا تباع كل سنة لين تحصل الحجة أي إلى أن يجتمع من ثمنها ما يكفي لأداء حجة واحدة إلى مكة المكرمة، وذلك بأن يتفقوا بأن يحج رجل ممن سبق لهم أن أدوا فريضة الحج عن أنفسهم ويكون ثواب تلك الحجة وأجرها لمن ذكرته.
وقالت بعد ذلك: ونخلتي الطلوعة ببستان أبوي رحمه الله.
المراد بالطلوعة هنا: النخلة التي تستثنى من تحمل مصاريف البستان حتى إذا بيع أو أستأجره مستأجر ليفلحه شرط عليه البائع أو المؤجر أن تلك النخلة (طلوعة) أي لا يؤخذ من تمرها شيء مقابل سقيها وإصلاحها.
وذكرت أن تلك النخلة بعد موتها تكون لابنها عبد الله رحمه الله بمعنى أن ثواب ما تغله من تمر يكون لابنها.