وكان تجار عقيل إذا ذكروا اسمه اشتبه بالحميد الآخرين فلقبوه بلقب (الفَلَّاح) لأنه كان فلاحًا قبل أن يكون من عقيل.
أول من لقبه بذلك عبد الله بن عثمان الدبيخي أحد وجهاء عقيل فلحقه اللقب وصار يعرف به.
ذكر إبراهيم الطامي قصة حصلت على عبد الله الحميد هذا الملقب بالفلاح فقال:
بطل يباع بثلثمائة ريال:
قصة حكاها لي بطلها عبد الله الحمد الحميد من رجالات بريدة البارزين.
كان يعمل كرجل بريد بين الكويت والعراق، ينقل الوسائل والذهب يقول: أخذت بضاعة من عدد من أهل بريدة قوامها ثلاثة آلاف ريال.
ووصلت إلى حائل واشتريت بالقيمة بضائع توافق البدو وذهبت إلى مضاربهم وبعت وربحت.
جمعت حقوقي ممن اشتروا وبقي لي عند الأمير ستمائة ريال، فلما طالبته بها أعطاني ثلثمائة ريال وأعطاني عبدا وقال هذا بالثلثمائة الباقية.
وفي الطريق فاجأني العبد بقوله: ماذا تريد مني يا عم عبد الله؟ فقلت سأبيعك، قال كما تباع السائمة؟ ردني وإلا قتلتك فعدل عبد الله عن رأيه وظلا سائرين.
وفي الطريق رأيا جماعة من اللصوص وقطاع الطريق فطلب العبد البندقية من عبد الله وكانت من النوع العثماني، وبها إحدى عشرة طلقة، وطلب من عبد الله أن يثق به ويطمئن إليه، فلما اقتربوا منه ومن عبد الله نزل من على الناقة وذهب إليهم ينصحهم بالابتعاد عنهما، ولكن العصابة طمعت فيه هو، لأنهم يحبون أن يرعى العبيد إبلهم قال: وكنت في نفسي أقول: ضاع كل شيء الناقة والعبيد وأنا.