جعل العبد ينصحهم، ورمي طلقة أصابت هدفها ليخيفهم وكان الهدف الناقة، وأقسم إن لم يتراجعوا ستكون الطلقات في جباههم فتراجعوا.
وفي الليل أشار العبد إلى نجم في السماء ونصح عبد الله أن يضعه نصب عينيه ويسير، وجعل هو يحتطب ويشعل نارا ليوهمهم، فلما أمن مكرهم وتركوه لحق بعبد الله وأفهمه أنهم اندحروا وسلم البندقية لعمه عبد الله الذي عجب من شجاعته وسأل نفسه كيف يقدر هذا بمال؟ سوف أرده لناسه.
إن الذي باع عبد الله العبد هو أخ لعمه الذي مات وكلما تذكر ذلك ملأه الغيظ، ولما جلسا ليستريحا قص العبد على عبد الله أن لعمه ابنة كانت ترفض بيعه وبينما هما كذلك إذ برعاة يأتون فزعين يصرخون: أخذت الإبل فقمنا، أنا والعبد من ورائي على حصان عمه الذي مات وأنزلنا بقطاع الطرق الهزيمة وعدنا بالإبل.
أعتقت الابنة العبد ومنحته ثلاثًا من النوق وأعطت عبد الله سيفًا وفاء الدينه ومضت الأيام (١).
هكذا ذكرها أبو طامي وذكرها الأستاذ ناصر العمري بصيغة أخرى قال:
عبد الله الفلاح من أهل بريدة صاحب أسفار للتجارة خارج المملكة وداخلها كان يتعامل مع الفقير من رؤساء قبيلة عنزة وتوفي الفقير وله عليه حساب نقود، فجاء إلى أهل الفقير وطلب منهم حسابه فقالت له أم أولاد الفقير ما عندنا شيء نعطيك في الوقت الحاضر وأنا أعرف حسابك مع أبي أولادي، ولكن بعد شهرين تزورنا ويأتي الله بخير.
وجاء على الموعد فقالت له أم البنين: هذه أربعة جمال، وهذا مملوك عندنا غال علينا ولا نفرط به ولولا الحاجة ما أعطيناه لك خذه معك وهذا ما نستطيعه.