بريدة وتبعد أربع مراحل أي أربعة أيام على الإبل لمن يسير في النهار، فلما وصل إلى بريدة قصد بيت (مبارك الحمد الحميد) ولم يكن في بريدة في ذلك الوقت ولا في غيرها من مدن نحد مطاعم ولا مقاه ولا فنادق، لذلك لابد لمن يأتي إليها من خارجها أن ينزل على رجل من أهلها في بيته.
رحب به (مبارك الحمد) لأن والده عميل له، وبعد أيام أخبره إبراهيم الطاسان أنه يريد أن يذهب إلى الشام مع عقيل، فسهل له ذلك، وسافر بالفعل إلى الشام!
وابنه حمد بن مبارك الحمد درس عندنا في المعهد العلمي في بريدة فترة عندما فتحنا المعهد في عام ١٣٧٣ هـ. ولم يكمل دراسته فيه، وإنما التحق بالمدرسة الثانوية ثم تركها مشتغلًا بالتجارة عند أبناء عمومته آل راشد الحميد.
ثم اشتغل بالتجارة والأعمال التجارية الحرة حتى أصبح من التجار الناجحين.
أذكر فيما يتعلق بحمد هذا أنني عندما سافرت إلى بيروت لأول مرة في عام ١٣٧٥ هـ سافرت إلى جدة للذهاب منها إلى لبنان لأنه لم تكن تقوم طائرات من الرياض إلى بيروت في ذلك الحين، فسافرت مع الخطوط اللبنانية التي كانت تسمى (إير ليبان) من جدة إلى بيروت على نية أن أسافر بعد خمسة أيام أو أسبوع من بيروت إلى القاهرة، وأن أقضي هذه المدة ما بين لبنان وسوريا وفلسطين حيث كنت قررت أن أزور القدس وأصلي في المسجد الأقصى، وذلك قبل أن يستولي عليه اليهود.
وصادف أن سافر من جدة إلى بيروت على الطائرة نفسها حمد المبارك الحمد فأخبر آل راشد، وكان الإخوان عبد العزيز الراشد وسليمان الراشد في لبنان لهم بيت ومحل تجاري ويستقبلون الناس ويستضيفونهم، فأرسلوه إليَّ مع سيارة وسائق لهم، فطاف بي أنحاء لبنان من الفجر إلى قرب منتصف الليل حيث كنا تعشينا في زحلة على ضيافتهم.