وعندما رأت الحجاج يتجهزون للحج وكان ابنها عبد الرحمن فلاحًا قليل ذات اليد تلك السنة قالت:
يا أبو محمد حجوا المسلمين ... وانا ادموعي فوق الاوجان ذراف
طلبت انا ربي أمدير السنين ... الواحد المعبود يرجى وينخاف
انه يرد لحالكم يا جنيني ... عسانا دور اليوم نسعى ونطاف
فرد عليها ابنها عبد الرحمن على الفور - وكان قليل الشعر:
يا يوه، اشوفه قل ما باليمين ... ما اناب من اللي يا جدونه ولا طاف
انا ان وجدته بشيته تنحرين ... من فوق حمر بها الرها، توجف أو جاف
وشيته: مشيئته، وهو الله تعالى، والحمر: النوق الحمر: جمع حمرا.
وقد استجاب الله دعاءهما فحج بها في العام الذي بعده.
وعندما سافر ابناها نقل إليها أن الحنشل اعتدوا على بعض المسافرين، فلما دخل ابنها عبد الرحمن المسند (١)، قالت: ماجا خبر من العيال؟ قال ما امداهم يروحون، قالت أخاف يذبحونهم الحنشل، فقال مازحًا: يبون كمر الذهب الذي معهم؟ لأنهم سافروا وليس معهم قرش واحد، فقالت:
يا دحيم لو تدرون بشيّ جرى لي ... عفتوا الحياة وبعتوا الحال بالدون
يا دحيم، الا ياكود فقد العيال ... وانا شقا قلبي وانتم تسجّون
وإلى نشدتك فانسمح يا حلالي ... أبيك تهبطني بهرج يقولون
هذا، وانا مشكاي لمنشى الخيال ... هو اللي له الشكوى كان انتم تعرفون
فأجابها ابنها دحيم وهو عبد الرحمن المسند:
(١) هو والد صديقنا الشيخ عبد العزيز المسند المعروف، كما تقدم.