العهود لم يكونوا يرون في المدارس إلّا ما يسمى بفكّ الحرف، أي استطاعة القراءة والكتابة.
ومن ذلك قلة عدد مباني المدارس الموقوفة على الدراسة والتدريس، ولا تعلم أن أحدًا من المتقدمين من أهل بريدة أوقف مدرسة كاملة وقفًا كاملًا، إلّا (آل سيف) وسيأتي ذكر ذلك عند ترجمة (السيف) في حرف السين.
وقد ازدهرت تلك المدرسة واستمرت إلى درجة أن (قوت بنت حجيلان) هذه أوقفت عليها وقفًا هو الذي قلنا هنا: إنه وقف نادر.
فقد أوقفت نصيبها من قلبان ابن جربوع في الطعمية على مدرسة ابن سيف احتسابًا للأجر من الله.
وقلبان جمع قليب وهي البئر التي تتبعها أرض تزرع قمحًا وحبوبًا بقصد الاستغلال.
وقولها (قلبان ابن جربوع) تريد الدارجة عليها أو على من آلت إليه ملكيتها بوساطته من ابن جربوع، أو يكون ابن جربوع هو الذي حفرها وملكها.
ومدرسة ابن سيف هذا استمر أستاذنا عبد الله بن إبراهيم بن سليم يدرس فيها حتى نقل مدير لمدرسة بريدة الابتدائية الحكومية في عام ١٣٥٧ هـ فارتحل عنها، وخلفه على التدريس فيها لكونها وقفًا سليمان بن رزقان، واستمر يدرس الأطفال فيها لسنوات عديدة، وكنت درست فيها على الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم في عام ١٣٥٦ هـ.
ثم هدمت مع الأسف الشديد عندما تقرر إنشاء السوق المركزي والمفجع أنني لا أرى لها ذكرًا مع أنها استمرت سنين طويلة، ربما بلغت قرنين، أو تزيد منارة للتعليم أي ذكر ولا إشارة إلى تاريخها، مع أن المفروض أن يكون في كتاب يؤرخ لجميع الأبنية المهمة التي أزيلت ومنها مسجد ناصر المنسوب