للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فتوى وبيان في كتاب الاستنفار لمحق القول بفناء النار) والبهيجي تميّز بفرية أودعها كتابه المشؤوم لا يغطيها الليل ولا يسترها الذيل حيث زعم أن القول بالفناء مدسوس في الصواعق لابن القيم ولم يأت ببرهان على ذلك، ففتح باب ضلالة لمن شاء أن يطعن بكتب أهل السنة.

وحيث إن توضيح مسألة فناء النار وبيانها في كتابنا (الإنكار) وكتاب (فتوى وبيان) كذلك فيهما كلام شيخ الإسلام في المسألة وكلام تلميذه ابن القيم فلا داعي للدخول فيها هنا، ومن اطلع على هذه الكتب عَلِمَ أننا بيّنا زيف كل شبهة واردة على المسألة والحمد لله، وعلم أن تشنيع الخصوم عليها لأغراض في نفوسهم وعَلِم أنها باب معرفة لأسماء الرب سبحانه من رحمته وحكمته في خلق جهنم وإبليس وغير ذلك مما يُحبب العباد لربهم ويُعرِّفهم به.

والكلام هنا مع من يأبي أن يُقاد بالأرسان مقلدًا فلانًا وفلانًا بل ينظر بنفسه في المسألة، سيجدها متعة ونهمة ورحمة وعلمًا جليلًا حُرمه من ليس له بكفء.

أما زعم النقيدان أن شيخ الإسلام يقول بدخول الكفار الجنة مع المؤمنين فالمراد بذلك التشنيع على الشيخ وعلى من يقول بفناء النار، ولم يقل شيخ الإسلام هذه العبارة، لكن له كلام مبين وموضح في كتابنا (الإنكار) وما يصير إليه الكفار بعد الفناء، كذلك كلام ابن القيم في ذلك، والمسألة شَوَّهها الخصوم بالتشنيع كما يهذي النقيدان ويظن بعض الناس أن ما تكلم به الصحابة مثل عمر وابن مسعود وتكلم به السلف تكلم به شيخ الإسلام وتلميذه من فناء النار أن ذلك يُنافي خلود الكفار وتأبيدهم فيها والذي هو صريح في الكتاب والسنة وكثير يصعب حصره وليس الأمر كذلك، بل من أنكر خلود الكفار وتأبيدهم في النار فهو كافر لكن (عند جهينة الخبر اليقين) أقول في كتابنا الإنكار والفتوى ما يزيل كل شبهة واردة حتى أن من عرف حقيقة المسألة عرف جهل المشنِّعين وظلمهم، وأنهم ما عرفوا وما أنصفوا بل جاروا وظلموا.