العجب أن النقيدان ما زال مع الشيخ في باب (ذات النطاقين) هو يريد الطعن بالشيخ لكنه يُظهر محاسنه، وكأن شيخ الإسلام وأحواله طلسم لم تفتح رموزه القرون الماضية وجاء النقيدان في آخر الزمان ليُجلي حقيقته للناس.
إن مقاومة شيخ الإسلام رحمه الله الأرواح الشيطانية بالقرآن ولجؤوه إلى ربه مع بذله جهده في معرفة كلام ربه لهو والله من أعلى المقامات والأحوال التي مَنَّ الله بها عليه، والنقيدان يجعلها من باب الأزمات الروحية والحيرة والقلق.
ثم قال النقيدان: فهل كان ابن تيمية فيما يحكيه ابن القيم عن تسلط الأرواح الشيطانية يشير إلى عاصفة من الشكوك كانت تُلمّ به بين الحين والآخر حتى تنعكس على حالته النفسية والصحية؟
انظر كيف أن النقيدان يريد أن يدخل شيخ الإسلام في عاصفة شكوكه وحيرته وقلقه ومرضه النفسي مع سلامة الشيخ رحمه الله وعطب النقيدان نفسه.
ثم قال: هل كان ابن تيمية شخصية قلقة؟ رأيي بالإيجاب فتلك النفحة الروحية هي التي أبدعت قوله المثير بفناء نار الكافرين ودخولهم الجنة مع المؤمنين.
إن القول بفناء النار الذي استغله النقيدان لتمشية باطله وللطعن بشيخ الإسلام من أجله مما يحمد عليه الشيخ رحمه الله، ثم إنه لم يبتدعه فقد تبع في ذلك الصحابة رضي الله عنهم الذي علموه من كلام ربهم عز وجل.
وسبق وباهت النقيدان على صحة هذا القول قبل عشر سنين، وإن أراد إعادة كرّة المباهلة فليتقدّم لأنه آذانا بهذه المسألة هو وصاحب كتاب (الاستنفار لمحق القول بفناء النار) البهيجي لكن صاحب كتاب الاستنفار خاف وأحجم عن المباهلة حيث دعوته إليها مرارًا، ولما رأيت ذلك فتحت باب دعاء أن يكف الله بصر الكاذب في مسألة النار أنا أو هو، وقد ذكرت ذلك في جواب أسئلة وُجّهت إليَّ بشأن كتاب البهيجي (الاستنفار) وطبعت مع الجواب في كتاب