وله قصة مع الملك عبد العزيز آل سعود إبان الحروب بينه وبين ابن رشيد على السيطرة على القصيم، حكاها لنا شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله وجزاه عنا خيرًا وملخصها كما يرويها عن إبراهيم بن حميدان أنه قال: كنت من المقربين إلى (الرشيد) المعروفين بذلك ولذا كنت مقيمًا في حائل ولا أستطيع أن أعيش في بريدة حذرًا من أن يقبض عليَّ عبد العزيز بن سعود أو أمير بريدة.
ومرة أعطاني ابن رشيد كتابًا سريا إلى رجل في بريدة أمرني أن أذهب إلى بريدة متخفيًا وأن أسلم الكتاب للرجل من دون أن يعرف أحد.
قال: فذهبت متنكرا ودخلت إلى بريدة في الليل حتى وصلت إلى بيت ذلك الرجل الذي كان من أنصار الرشيد، ولكنه كان يخفي ذلك بطبيعة الحال، فأسرع يوقد النار ويصنع عليها القهوة فلما اطمأننت منه على أنه لا يمكن أن يسمعنا أحد قلت له: إن ابن رشيد يسلم عليك وأعطاني كتابًا لك سريًا، وأخرجت الكتاب.
قال: فأخذ الرجل كتاب ابن رشيد وألقاه في النار من دون أن يقرأه وإنما ألقاه في النار التي تتأجج، فعجبت من ذلك لتيقني من محبته لابن رشيد وعلاقته الجيدة به.
قال: ولما رأى دهشتي قال لي: يا إبراهيم، ابن رشيد مدبر، وحكومتهم ما فيها أمل ولا يمكن ربط أنفسنا معهم يطولنا شر من دون إننا نرجي الخير، وقد ألقيت الكتاب كما ترى في النار فأرجو ألا يعلم أحد أنك حملت إليَّ كتابًا من (ابن رشيد) ولا حتى انك جئت إلي، وأنا انصحك أن تكون مثلي وأن تقطع علاقتك بابن رشيد، بل أن تذهب إلى ابن سعود، وتطلب منه المسامحة على ما صدر منك سابقًا في التقرب من الرشيد فابن سعود أمره مقبل، والعاقل لا يكون مع المدبر على اللي له قبول.