والذخيرة لمساعدته، ولكن الله هزمه وترك فلول الجيش للضياع، وفي نشوة النصر قال بن حميده: هذه القصيدة التي لم أعرف وزنها وتفاعيلها، ولكنني نقلتها عن ثقات، فكتب الأبيات العشرة الأولى منها الكاتب الثقة سليمان بن ناصر الوشمي، وكتب البيتين الأخيرين الأستاذ الراوية ناصر بن سليمان العمري:
يا ما من العبرات بالصدر أقبلت ... لكن بكبدي شعَّلت نيرانها
هموم تزايد كل ما قلت كملت ... خوف الأرامل تتبعه وغدانها
لي لابة تجزع إلى منّه أبتلت ... كسابة الطولات صبح أكوانها
هم ستر خفرات حواله تبدلت ... تنخي ودموعه حرقت اوجانها
من الحرايب لابتي ما تمللت ... لين انتصرنا واختزوا عدوانها
يوم ان شمس الظهرعنا تغطلست ... خذوا قضاهم لابتي بايمانها
ساروا وسرنا والمدافع نزلت ... كم ابلج دسناه في ميدانها
قصور الذيا بيات فيهم تزلزلت ... ومن المذابح ادودت سبيسانها
خلا المدافع والعساكر خزلت ... وذخرات وبغول تجر ارسالنها
والقاع في دم الفريقين سيلت ... وعلى الفوارس عيدت عقبانها
والنار في روس الطنايا شعلت ... يا حلو ضرب اسيوفنا بامتانها
حنا ترانا دونها لي خليت ... والدار ما تندب حذا سكانها
وكان علي الحميدة بعد وقعة الطرفية التي انتصر فيها عبد العزيز بن رشيد على أهل القصيم، وهي في عام ١٣١٨ هـ خرج من بريدة خائفا على نفسه من القتل.
فالتجأ إلى السبيع والسبيع، له نخل في شمال الصباخ جنوبًا من باب العقدة الجنوبي، أي باب السور الجنوبي لبريدة - وهو أي السبيع - من بني عليان، ولكنه لا يستطيع أن يجير ابن حميدة من ابن رشيد، لذلك خرج ابن حميدة متخفيًا إلى عنيزة وقصد بيت موضي البسام فيها التجأ فيه لما لآل بسام من مكانة لدى الرشيد.