للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعلي بن محمد الحميدة مشهور بوطنيته وحماسه في الدفاع عن بريدة والقصيم ضد عبد العزيز بن رشيد أمير حائل، ولذلك كان هو الذي حمل قصيدة الخلوج التي نظمها الشاعر الكبير محمد العوني، ودعا فيها عقيلًا من أهل القصيم للخروج من الشام إلى نجد لقتال ابن رشيد.

وكان العوني نظم تلك القصيدة وهم في الكويت خارج نفوذ عبد العزيز بن رشيد فأخذها علي الحميده وسافر بها من الكويت إلى الشام وقراها على أهل بريدة فيه.

قالوا: فلما سمعها أهل بريدة وكانوا يعرفون بعقيل لأن أكثرهم من العقيلات وهم تجار المواشي الذين يتاجرون بها ما بين القصيم والشام ومصر أسرعوا الخروج من الشام حتى إن (سوق العصر) في دمشق وكانوا عماده أغلقت حوانيته بسبب خروجهم منه.

ومن شعر علي بن محمد بن حمد بن علي الحميدة يرد على الذي هجا أهل الخبوب بقوله:

أهل الخبوب اللي على الضيف يلغون ... لا خَضَّر الله وادي حضروا به

لي جَوْايم الباب عنهم يصكون ... ويوكل الحرمه بقولة ما هوبه

أهل بريدة وآعساكم تخربون ... حمر الطواقي سوقكم وقفوا به (١)

فقال ابن حميدة يرد عليه:

أهل الخبوب اللي على الضيف يرهون ... الكلب مثلك لي جا ما سعوا به

يا الدوبلي (٢) مالك على الناس قانون ... تهجِّ بلعوم تقول أجدعوا به

وجهك عن المعروف غَسَّل بصابون ... انجس من الخنزير جلده وثوبه

له لحيةٍ يا ناس تطلى من الحُون ... وشواربه يا ربعني زغلوا به


(١) أي الترك.
(٢) الدوبلي: الرديء من الخيل، استعير لوصف الرجل الرديء.