المهم أن سالم أراد وطلب أن يُحضر علي الحميدة حيًّا أو ميتًا، ولكن علي ترك بريدة وتوجه إلى عنيزة ماشيا على قدميه وقام رجال الأمير بتتبعه حتى وصلوا إلى عنيزة فلما رأوه هناك لاحقوه فدخل أحد البيوت ووجد صاحب البيت جالسًا في القهوة عند المشب - الوجار - فسأله عن خبره فأخبره الخبر فخبأه في دكة الحطب.
وسرعان ما دخل رجال الأمير بعد ذلك وسألوا عنه فقال: لقد صعد إلى الطاية العلوة، أي: السطح، فلما صعدوا قام بإخراجه فرأوه يسير في الشارع وهم في سطح ذلك البيت فنزلوا، وكان عددهم ستة رجال مسلحين، أما هو فلم يكن معه أي سلاح وقتها.
الحاصل أنه وبسرعة توجه إلى بيت لعائلة البسام ولم يجد فيه إلَّا امرأة تقوم بعمل المطازيز فصرخت وقالت: من أنت وماذا تريد؟ فقال: أنا أريد الابتعاد عن رجال ابن رشيد، وليس لي غرض آخر، فأشارت إلى الجصة وهي: بناية من الجص تبني لحفظ التمر وتبريده وقيل: أختبأ في بئر في المنزل.
الذي حصل أن رجال ابن رشيد دخلوا المنزل أيضًا فسألوها فقالت: لم أر أحدًا، فاستحيوا منها وخرجوا، وعندما دخل زوجها فأعلمته بالأمر وجاء زوجها إلى علي وسأله عن اسمه وحاله فأخبره عما سأل، فقال له علي: أريد قبل خروجي أن تحضُر والدتي لتوديعها، فأرسلوا إليها فجاءت مع أخيها سعود على حمار وكانت حينها كبيرة وطاعنة في السن فلما رأته بكت، ويقال: إنه كان به أثر جروح بعد تلك المطاردة.
الذي حدث بعد هذا أن البسام قام بتجهيز ذلول وقربة وزاد وبندقية وذخيرة فأخذها علي شاكرًا له صنيعه.