خرج من عنيزة قاطعًا الصريف والطرفية حتى وصل إلى الأسياح وهو يريد العراق وفي الأسياح أراد أن يأخذ بعض الوقت للراحة والتزود بالماء من أحد الآبار أو العيون هناك فرأى رجالًا تابعين لابن سبهان ولم يكونوا يعلمون بالخبر، فلم يقوموا بعمل أي شيء فارتحل من مكانه ذاك وتوجه شمالًا.
ولما صعد طعسين، في تلك اللحظة وصل إلى تلك الآبار رجال سالم الذين كانوا يتتبعونه وهو على ظهور الخيل فسألوا الرجال الذين مر بهم علي عن وصفه فأخبروهم أنهم رأوا رجلًا مر بهم على ناقة وهو ليس بعيد عنهم الآن، فقاموا بتتبع أثره فلما اقتربوا بعض الشيء سمع الفارس علي المحمد الحميدة صوت إطلاق نار فأناخ الناقة وقال: الآن رجل لرجل وأنا معي سلاحي، فأطلق النار وأصاب أحدهم فسقط، ثم قاموا بإطلاق النار عليه وأصابت (فشقة) فخذه فتحامل على نفسه وقام بربط شمالة الناقة على فخذه في مكان الجرح حتى يتوقف الدم.
ثم واصل القتال فأسقط أحدهم صريعا وأصاب آخرين فلما رأوا أن الأمر جد وأن من أمامهم شجاع مقدام قاموا بالانسحاب ومن ثم الفرار.
أما هو فلم يكن منه إلَّا أن تحامل على نفسه وواصل المسير إلى العراق.
لما وصل إلى بغداد استدعى الطبيب وطلب منه أن يخرج الفشقة التي في فخذه فاستخرجها بدون بنج أو تخدير.
لبث علي الحميدة فترة في العراق ثم توجه بعدها إلى الكويت، ولقد قال بهذه المناسبة قصيدة وهو في الطريق، بين فيها صدق التجائه إلى الله ومدى صعوبة حالته ثم توعد خصومه فيها وامتدح فيها البسام ثم ختمها بالصلاة على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ونترك القارئ العزيز مع القصيدة ليستمتع معها:
يا الله يا للي عالم بالخفيات ... يا فارج الضيقات جزل العطية
راجيك يا سماك سبع السموات ... عبدك شكالك رافع لك يديه