منهم محمد المهيلب وشجعوني للسفر إلى مصر فاضطررت أن أخذ من إبراهيم الجربوع بعض الإبل على رقابها وهذه أول محاولة لي للتجارة.
كان رجال العقيلات يضرب بهم المثل الأعلى في أمانتهم، فالواحد منهم يفضل الموت على أن يقال له خائن أو كذاب، فقد كنا نشتري من بعضنا من دون أن نكتب أي ورقة ولا نحاول الحصول على رهن وأنا كنت أخذها من أهلها واتفق معهم أن أدفع بعد البيع، وعندما أبيع الإبل أعطي الناس حقوقهم وأكتفي برأس المال وهكذا.
وسرت من غزة إلى مصر على الأقدام والمسافة ثمانية أيام وكان معي بعض الإبل اتفقت أنا وصاحبها أن أرصلها إلى مصر وكان إيجاري اليومي ثلاثة جنيهات.
وصلت مصر وغشيت بأسواقها المشهورة، مثل بلبيس وشبين الكوم وإمبابة، وحضرت سباقات الخيل في المطرية، فقد كان بها اسطبلات لأهل نجد فهم يحبون الخيول الأصايل ويقتنونها ويحرصون أن يتفقدوا الخيول المجلوبة إلى مصر لشراء الأصيل منها.
كان يوجد مع أهل الخيل علي السلطان والشيخ محمد بن علي التميمي والشيخ صالح الحليسي، وله سمعة طيبة، وهو يعتبر من كبار التجار وأخوه علي الذي كان يجلب له الإبل من بريدة.
أقمنا في مصر سبعة أيام ثم خرجنا منها ونحن سبعة أشخاص كانت مسافة العودة أربعة أيام لعدم وجود الإبل معنا لأنها تعيق سيرنا وصلنا غزة في فلسطين وأقمنا يومين ثم سافرنا إلى عمان وكانت المسافة من غزة إلي عمان ثلاثة أيام كنا نسلك الطريق القروي لأنها آمنة، وقد وجدنا من أهل القرى الاحترام والتقدير فقد كانوا يقدمون لنا الطعام والماء برحابة صدر.