وقد لاحظت أكثر من مرة إذا كان الوقت حارا فإنه يخلع غترته عن رأسه دفعًا للحر، وكنا نتعجب من ذلك الذي لا يتفق ما عليه تزمت المشايخ وطلبة العلم عندنا.
وكذلك كانت صلته بأسرة (القاضي) أهل عنيزة التي منها الشيخ صالح العثمان القاضي، قاضي عنيزة المشهور، ومعروف عنه أنه رحل في طلب العلم إلى مصر وبلاد الحرمين، وأحضر من هناك كتبًا.
وقد توفي الشيخ صالح بن عثمان القاضي، وتولى على تركته وكتبه ابنه عثمان، فلما مات عثمان في ربيع الآخر عام ١٣٦٦ هـ رأي ورثته أن يبيعوا تركة الشيخ صالح العثمان من الكتب التي هي إرث أي حق للورثة في بريدة بدلًا من بيعها في عنيزة بحثًا عن الأفضل للورثة من حيث ثمنها.
فكان الذي تولى بيعها علي بن محمد الخراز هذا، وقد مهد لذلك عند طلبة العلم، إذ أخبر المشايخ ومن يتصلون بهم من طلبة العلم بأن كتب الشيخ صالح بن عثمان القاضي ستباع، ابتداء من يوم كذا ليوم حدده، ويكون ذلك في دكانه في سوق بريدة.
وقد فوضني شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد أن أشتري له من تلك الكتب ما أراه مناسبًا له، أو للمكتبة العامة في بريدة، وقد طلبت منه أن يخبرني بما يريد أن أشتري له من الكتب، فقال: أنت مفوض كل ما تراه مناسبًا اشتره.
وذلك أن البيع سيكون بالحراج أي بالمناداة فيمن يزيد على تلك الكتب في دكان (علي الخراز) فاجتمع عدد لا بأس به من طلبة العلم فكان (الخراز) إذا أخذ الكتاب سماه للناس علنا، لأنه كان قد اطلع على عنوانه من قبل.
وقد اشتريت عددًا من الكتب لشيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد منها كتاب (مشكل الآثار) للطحاوي نسخة فاخرة مكتوبة فيما يظهر من خطها