وكان يبين على وجهه نور الإيمان لاسيما أنه كان أبيض الوجه بياضًا مشوبًا بحمرة، ويبدو عليه الصفاء والنقاء، وكان الناس يعظمونه في ذلك الوقت لهذا السبب، وليس لأنه ذو منصب لأنه لم يكن تولى منصبا من قبل، حتى إمامة مسجده لم يتولها إلا بعد وفاة أخيه عبد الرحمن في عام ١٣٥١ هـ.
لم أكن أفقه في ذلك الوقت شيئا عما يتعلق بالتلاوة، ولم يكن (الأخ) صالح الخريصي يعلق أو يوضح شيئا يتعلق بذلك، لأنه إنما فعل ذلك استجابة لرغبة والدي، ولذلك لم أر أي شخص آخر يفعل له مثل ذلك أي يقرأ عليه في دكانه.
ولذلك لم أكن اعتبر الشيخ صالح الخريصي أول شيخ لي من المشايخ العلماء وإنما اعتبرت الشيخ صالح بن كريديس الذي كان شيخه أيضا هو أول شيخ بدأت عليه طلب العلم.
وبعد سنوات عديدة وعندما كبر سني فأصبحت في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة قرأت على الشيخ صالح الخريصي قراءة علمية استفدت منها كثيرا، جزاه الله عني خيرًا.
وللشيخ صالح الخريصي تلاميذ تولى بعضهم القضاء وبعضهم أصبحوا علماء كالشيخ صالح بن إبراهيم البليهي.
قال الدكتور محمد بن عبد العزيز الثويني في كتابه عن الشيخ صالح البليهي:
"والمستمع أو القارئ الشيخ صالح البليهي وهو يتحدث عن شيخه الخريصي يلحظ تلك العلاقة التي لم تكن مجرد تتلمذ، بل تجاوزتها إلى أن أضحى كل واحد منهما يرى أن للآخر الحق عليه.