ودكان المطوع (الشيخ صالح بن كريديس) ودكان صالح بن سليمان الغليقة، ودكان محمد بن سعيد العبدان هؤلاء كلهم ليسوا من الخرازين.
وقد ترك والدي هذا السوق منتقلًا عنه إلى سوق بريدة الرئيسي الذي ينطلق من الجردة متجهًا إلى الغرب وينتهي بسوق قبة رشيد في عام ١٣٥٥ هـ.
كان الشيخ صالح الخريصي وأخوان له خرازين، وكان دكانهم مقابلًا لدكان والدي، فكان الشيخ صالح يعمل في الخرازة ولكنه لم ير قط إلا تاليًا للقرآن وهو يخرز النعال، أو مستذكرا لدروسه التي كان يتلقاها على شيخه الشيخ عمر بن سليم أو شيخه الآخر عبد العزيز العبادي.
فقال له والدي رحمه الله وكان حريصا جدا على أن أستفيد من أي طالب علم - رغم سني -: يا أخ صالح أبيك جزاك الله خير تخلي الولد محمد يقرأ عليك بالمصحف.
يقصد من ذلك والدي أن يصحح تلاوة القرآن لي، فوافق الخريصي على ذلك مع شحه بالوقت، فكنت أدخل إلى دكانه الذي كان مقابلا لدكان والدي وأقرأ عليه وهو يعمل بالخرازة.
وما أذكر أنني رأيته في ذلك الوقت إلا وهو يتلو القرآن بصوت خفيض أو كان أمامه كتاب يستظهر منه دروسه فيعمل في الخرازة ويفصل بين ذلك بنظرة أو نظرتين إلى الكتاب.
وكان الشيخ صالح يترفع عن الخوض في الأحاديث التي يتداولها أرباب الصناعات يسرون بها عن نفوسهم، بل كان يزهد في الخوض حتى في الأحاديث العامة التي لا تتعلق بالعلم أو الدروس.