ابن حميد الناس أن يصلوا الكسوف بعد العصر فصلي الناس وامتنع الشيخ صالح بن أحمد الخريصي عن الصلاة، وكان الأمير عبد الله ابن فيصل قد أرسل إلى الشيخ يقول له خسفت الشمس بعد العصر ماذا نصنع فأرسل إليه أن صلوا فأم رجاله فدخلوا السوق والناس مجتمعين بعد العصر ينادون بأعلى أصواتهم الصلاة ويأمر الصلاة، فذهب الناس إلى المساجد وصلى أكثرهم وصلى صالح بن عبد العزيز المقبل فيما قيل إلى آذان المغرب.
أول ما عرفت الخريصي:
عرفت الشيخ صالح الخريصي في وقت مبكر كان ذلك قبل أن يكتسب لقب (الشيخ) بل كان يقال له مثلما كان يقال لأمثاله من طلبة العلم الذين لم يبلغوا درجة المشيخة (الأخ صالح) ومع أن كلمة (الأخ) صالح لا يوصف بها كل شخص، فإن أهل نجد لم يكونوا يطلقونها إلَّا على طلبة العلم والمتدينين جدًّا، لأن هؤلاء يستعيضون بها عن ذكر الأسرة أو القبيلة لكونها وصفًا إسلاميًّا مستوحى من الآية الكريمة (إنما المؤمنون إخوة) ولذلك سمي بها المتدينون من الأعراب أنفسهم حتى صاروا يعرفون عند الناس بالإخوان إذا أطلق هذا الاسم انصرف إليهم دون غيرهم.
وكان عمري آنذاك ثمان سنين أو نحوها، وكان دكان والدي لا يزال في السوق الشمالي الذي ينطلق من الوسعة الواقعة إلى الشمال من جامع بريدة القديم، وهو الذي سمي بعد ذلك بسوق الخراريز - جمع خراز.
فكان فيه عندما عقلت الأمور في أول عشر الستين من القرن الرابع عشر بعض الدكاكين لغير الخرازين، وهي لأناس بقوا فيه، ثم ارتحلوا عنه بعد ذلك فصار خالصًا للخرازين دون غيرهم، كان فيه من غير الخرازين دكان والدي،