قال ابن أبي الدنيا: حدثنا هارون بن عبيد الله، حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أشرس أبو شيبان الهذلي قال: قلت لفرقد السبخي أخبرني يا أبا يعقوب من تلك الغرائب التي قرأت في التوراة، فقال، يا أبا شيبان والله ما أكذب على ربي مرتين أو ثلاثا، ولقد قرأت في التوراة، ليكونن مسخ وخسف وقذف في أمة محمد صلى الله عليه وسلم في أهل القبلة، قال: قلت يا أبا يعقوب ما أعمالهم قال باتخاذهم القينات وضربهم بالدفوف، ولباسهم الحرير والذهب، ولئن بقيت حتى ترى أعمالا ثلاثة، فاستيقن واستعد واحذر، قال قلت ما هي قال: إذا تكافأ الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ورغبت العرب في آنية العجم، فعند ذلك، قلت له العرب خاصة، قال لا بل أهل القبلة، ثم قال: والله ليقذفن رجال من السماء بحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط، وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببني إسرائيل، وليخسفن بقوم كما خسف بقارون.
إذا عرف هذا فاعلموا يا عباد الله أنكم مسئولون ومحاسبون، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيما أنفقه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وماذا عمل بما علم).
فسارعوا إلى الخيرات، وبادروا بالأعمال الصالحات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال سبعة، هل تنتظرون إلا فقرًا منسية، أو غنى مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال، فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر).
وتعلمون عباد الله ما أنتم عليه في الأزمان الماضية من الفقر والحاجة، وعدم القدرة على شيء من الدنيا، وقد بسط الله عليكم الآن من النعم ما