كم عالم قد حل بين ربوعها ... نبكي عليه وفي الفؤاد كلامُ
فالنصح والتوجيه جل جهادهم ... لا الفخر والتفخيم والإقحامُ
فالموت يفجعنا بنزع خيارنا ... في كل حين والقلوب نيام
فالموت حق والفناء مصيرنا ... ومصير ما فوق التراب حطامُ
ثم النشور وبعده حشرٌ لنا ... عند الإله وتصدر الأحكامُ
هذا إلى الجنات يدعى آمنًا ... ويطيب في تلك الديار مقامُ
والآخر المحروم نحو جحيمها ... قد ساقه العصيان والاجرامُ
نرجو من الرحمن جل جلاله ... من عنده الإفضال والإنعامُ
أن يجبر القلب المصاب بشيخه ... فهو الكريم الواحد العلامُ
وعسى جنانَ الخلد مؤى شيخنا ... يحظى بفوزٍ منك يا علامُ
في ثامن العشرين أرخ خطبه ... من شهر صوم والحشود صيامُ
في خامس للعشر بعد مئينها ... ثنتين مع ثنتين هي أعوامُ
من بعد ألفٍ والحياة مراحلٌ ... قد فات شيخي والسلام ختامُ
ثم الصلاة على النبي محمدٍ ... ما إخضرت الأشجارُ والأكمامُ
والآل والأصحاب أرباب الحجى ... ما ناح من فوق الغصون حمامُ
قائلها الفقير إلى عفو ربه
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليحيى
قال الأستاذ الشاعر محمد بن حمد بن إبراهيم العويد:
هذه مرثية في الشيخ الجليل والعالم النبيل الحبر العلامة البحر الفهامة الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولوالديه ولجميع علماء المسلمين، المتوفى في يوم الاثنين الموافق ٢٨/ ٩ / ١٤١٥ هـ:
مررت بالحيّ قدمًا من لياليها ... والشمل ملتئم والطير شاديها