وقد أهدى إليَّ ديوانين من شعره أحدهما عنوانه "رذاذ الضوء"، طبع في الرياض عام ١٤١٦ هـ ويقع في ١٤٠ صفحة وقدم له بمقدمة أحببت نقلها هنا من أجل أن أوضح نهجه في شعره ورأيه في نشر هذا الديوان قال فيها.
مقدمة:
أشعر بسعادة غامرة لا أملك كبحها عندما أمسك بالقلم، أو أجدني في سبيل ذلك، أو حتى عندما أفكر بالاستمتاع بممارسة ذلك النمط من التسلية المحببة، أو الهم الذي يفرض نفسه أحيانا، لكنني (وللحقيقة أعترف) خاصة في منثوري أتوقف كثيرا وبطريقة نفسية حادة لأتساءل: (ماذا أكتب ... ؟ ، ولمن أكتب ... ؟ ولماذا أكتب ... ؟
غيري كتب فأجاد، وقال فأفاض، ونظم فأشجي، فإذن ... ؟
صحيح أنها لحظات، بالطبع أكثر من ثوان، ربما دقائق كثيرة، لكنها بالتأكيد قلَّ أن ترقى إلى ساعة، وهي - جزمًا - فترة، أو جزء زمني مؤرق، ومقلق، لكنه أس (قعر) العدسة التي ستنتج أو قد تنتج صورة ربما صافية اللاشعورية مرهفة أملت على يدي سحب القلم، ونزع طربوشه الكئيب من على رأسه المتبرم من سجن متجدد، وعليكم إن شئتم ترجمة تأتاته.
ما يلي هذا وهو ما بين أيديكم لا تنطبق عليه حالة التوقف الحائر هذه، لأنه أكثر جراءة من أن يقع في دائرة اختياري، ولأنه أيضا الشيء الوحيد الذي يملي نفسه ويفرض تسطيره وتجسيمه مكتوبا، (ربما ومقروءا) كما لو كنت أداة طيِّعة مسخرة لهذه الرغبة، وأمام تلك الجراءة أنسى في خضم هذه الحالة وذلك الفرض أني وسط طابور متراص، أو أقود سيارتي بسرعة اضطرني إليها تأخري عن