للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عمل هام، فأجدني في هالة اللاشعور هذه أقف وبهدوء مفاجئ لأكتب بيتًا أو شطر بيت أو حتى فكرة قصيدة ما، أو في حالات نادرة مشروع مقال.

في هذا قد يجد المتذوق أو الباحث عن ذلك شيئًا يستحسنه، أو يتقبله، أو لا يمجه على الأقل، وقد يجد فيه ما لا يطيق قراءته، أو ما لابد من تقيؤه لو فرض عليه، وذلك مستبعد من حسن حظ أولئك لأن القراءة اللامنهجية حالة فردية خاصة يحددها الاختيار الحر.

مع كل ذلك فهي النتيجة، وإنه الجهد والطاقة وهي أوهما ما استطعت تقديمه في هذا المعنون، وما شجعني على إعلانه (ولست أدري أيبعث على الراحة أو القبول أو الاشمئزاز) سوى القناعة بأن الأدب السلوكي يفرض على الضيف أن يأكل مما يقدم له، أو يعتذر أو يتخلى بهدوء وضمت، وليس له أن يملي على مضيفه أصناف أكله، أو طريقة مأكله، أو الشكل الذي يرغب أن يُقدم به هذا الأكل وفق بروتوكوله الخاص جدًّا.

كل ما أرجوه في واقع الأمر أن تكون الأصناف والطريقة هما ما يتوق إليه، أو ما قد يقبلهما من وقعت في يده تلك المشاعر، وذلك البوح، وألا أكون في هذا قد آذيت ذوقه، أو عبثت في ظرفه، وعذري لو حدث هذا لا سمح الله أني لو كنت حتى لحظة نفحه أملك أفضل منه لما ادخرته.

عبد الله بن سليمان الخريف

وأولى قصائد هذا الديوان قصيدة غزلية طويلة، وينبغي أن نلاحظ أن معظم شعره المنشور هو من الغزل، لذا يصح وصفه بأنه شاعر غزلي، والشعر الغزلي لا يصدر إلا من طبع رقيق، وحس مرهف: