للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المتحدة الأمريكية، يريدون شراء خيول عربية لمزارعهم في أمريكا ولغير هذا الغرض لأنهم من تجار الخيل.

فلما اشتروها وأكثرها من ذلك التاجر من أهل بريدة الذي يعمل معه أو عنده (عبد الله الخليفة) ذكروا له أنهم يحتاجون إلى من يوصل هذه الخيول معهم إلى الإسكندرية حيث كانوا سيركبون باخرة إلى برشلونة في إسبانيا ومن برشلونة إلى نيويورك عن طريق البحر، وذلك أن البحر كان الوسيلة الوحيدة للسفر إلى أمريكا في ذلك الوقت، وبخاصة لمن كانت معهم خيول فاشار عليهم بأن يأخذوا معهم (عبد الله بن خليفة) لأنه أمين ويعرف كيف يسوس هذه الخيول، واتفق معهم على أن يعطوه أجرته عددًا من الجنيهات الذهبية.

وقد أوصل الخيل إلى الإسكندرية، ولكنهم لم يجدوا سفينة تسافر إلى برشلونة في إسبانيا إلَّا بعد أيام رأوا فيها معرفة ابن خليفة بالخيل، وكيف تساس وتعلف، بل كيف يتعامل معها، فعرفوا أنهم محتاجون إليه لاسيما أنهم غير واثقين بأن يجدوا مثله من يذهب معهم إلى برشلونة في إسبانيا فعرضوا عليه أن يذهب معهم إلى إسبانيا بالباخرة مع الخيل نظير مبلغ من الجنيهات الذهبية على أن يركبوه من إسبانيا في سفينة مسافرة إلى الإسكندرية، ويدفعوا أجرة ركوب عودته، فوافق على ذلك تحت إغراء المال.

وعندما وصلوا إلى برشلونة، وكانوا قد عرفوه وعرفوا فيه نصحه وحسن تعامله فعرضوا عليه أن يذهب بالخيل بالباخرة من برشلونة إلى نيويورك، أو النيويورك كما كنت سمعت ابن خليفة يلفظ باسمها إذا كان في معرض الكلام عليها، على أن يدفعوا إليه أجرة إضافية، وأن يتكفلوا بإعادته إلى الإسكندرية مع إحدى السفن المتجهة من نيويورك إليها.