للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعندما وصلوا إلى نيويورك دفعوا له أجره كاملًا، وعرفوه بوكيل شركة سفن ضمنوا له أن يدفع لابن خليفة أجرة سفره من نيويورك إلى الإسكندرية، ولكن الباخرة لا تسير إلا بعد أيام، فأعطوه مكانًا يبقى فيه.

وهنا يتحدث ابن خليفة أنه عندما كان في نيويورك في انتظار وجود باخرة يسافر معها راجعًا إلى الإسكندرية سمع رجلين يتكلمان العربية بعد أن كان لا يسمع إلا الإنكليزية التي لم يكن يحسنها ففرح بذلك فكلمهما وعرف أنهما من نصارى لبنان، وكان ابن خليفة ذا شخصية جذابة.

فذهبا به إلى دكان لأحدهما وتغدي معهما وبعد أن عرفاه من خلال الكلام وعرفا أنه سوف يعود إلى مصر، وكان فرح بكلامهما معه لأنه لا أحد يكلمه بالعربية ولا يشير إليه بأي رأي يحتاجه قالا له: يا فلان، الناس يجون من الشرق إلى أمريكا يبحثون عن المال والثروة في أمريكا وأكثرهم يحصلون ذلك، وأنت تكون في أمريكا وترجع للشرق بدون ما تحصل أي شيء، وكانوا يسمون البلدان العربية آنذاك بالشرق.

وقالا له: الأفضل أنك تبقى في أمريكا وتعمل مثل ما يعمل اللبناني والسوري الذي يقدم إليها ليس معه رأس مال، وذلك بأن يأخذ من التجار العرب بضائع يبيعها لهم بعمولة معروفة، وكل ما يحتاج إليه مثل هذا العمل هو الصبر على السير والأمانة، وكان لدى ابن خليفة من ذلك نصيب كبير عرف عنه بعد ذلك، وكان أحدهما تاجر ملابس، والثاني صاحب دكان يبيع السقط، أو الأسقاط كما كان أهل نجد يسمونها وهي الحبوب والعقاقير الطبية الشعبية التي لا توجد في أمريكا كالحبة السوداء والحلبة والرشاد وحب الحلوة والحلتيت والمر إلى جانب بضائع نادرة.

قال ابن خليفة: وعندما ذكرت لهم أن أجرتي من الجنيهات الذهبية معي