ومضت السنون وجاء حمود بن عبد الرحمن الخطاف حفيد محمد بن خطاف إلى الأسياح وقدم على علي بن حمد الفهيد، وقد كبر وتقدمت به السن فسلم عليه، وأخبره أنه يريد عمالًا لقلع وغرس ستمائة فسيلة نخل، فسأله ابن فهيد عن صلته بمحمد بن خطاف، فقال حمود: ذلك جدي، فأخبره ابن فهيد بأنه قد قضى حاجته على غير معرفة وأبدي شكره لجده وقضى حاجة حمود بأن أحضر له عمالًا لقلع وغرس فسائل النخل (١). انتهى.
وحمود بن عبد الرحمن الخطاف اشتغل بتجارة الإبل مع والده ثم اشتغل بتجارة الإبل بنفسه فكان يعمل بتجارة الإبل في سوق الماشية في بريدة وفي الرياض والأحساء، وكان يسافر إلى العراق والشام ومصر بتجارة الإبل، وفي يوم من حياته التجارية بالإبل كان يعرض إيلًا في سوق الرياض للبيع ومعه راعي الإبل يخرج بها بعض الوقت إلى الصحراء لرعيها وسقيها وأراد أن يخرج راعي إيله بالإبل من السوق إلى الصحراء فجاء إليه رجل وقال: لنا جمل وناقة معقولة في المكان الذي عينه نأمل أن تكلف راعي إيلك يسوقها مع إيلك للمرعى، فأمر حمود بن عبد الرحمن الخطاف راعي إبله أن يأخذ الناقة والجمل اللذين ذكراله ويوصل الراعي إلى المكان المحدد لوجود الناقة والجمل.
فوجد الراعي الناقة ولم يجد الجمل فساق الناقة مع الإبل إلى المرعي، وفي المساء عاد الراعي فجاء صاحب البعيرين يأخذهما فلم يجد إلا الناقة وسأل الراعي عن الجمل فقيل له غير موجود، فظن سوءا بحمود الخطاف وهو بريء من سوء الظن، وذهب إلى قريب له يشكو حمود الخطاف، فجاء ذلك القريب إلى حمود الخطاف عند مخيمه في البطحاء وسأله عن جمل قريبه،