فأخبره أن راعي إبله لم يجده، ولم يصدق وقال: آخذ هذه البكرة مكان الجمل، فقال حمود بن خطاف: ما تأخذها إلا بحكم شرعي.
فقام المتعصب لقريبه بصفع حمود الخطاف فثار حمود الخطاف وأمسك بالمعتدي عليه وحمله بين يديه وقذف به في حفرة مجاورة ونزل عليه وضربه ضربًا مؤلمًا ووضع التراب في فيه ثم تركه ونفض المعتدي ثيابه وذهب يشتكي لولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز وقال: رجل من أهل القصيم في المكان - وحدده - اعتدى عليّ بالضرب، فاستدعى الأمير سعود حمود الخطاف برجلين من رجاله وحضر حمود بن خطاف بين يدي الأمير سعود فسأله قائلًا: هل ضربت هذا؟ قال: نعم، وأخبره بالحقيقة وأنه قد أحسن فظلم وضرب، فسأل الأمير سعود الشاكي: هل صحيح أنك أردت أن تأخذ ناقته، وقال لك ما تأخذها إلا بحكم شعري فضربته؟ فاعترف بالحقيقة فقال: تريد ناقة رجل من أهل القصيم بدون حق وتضربه معتديًا عليه فضربك وجئت تشتكي يكفيك ما حصل لك، وأذن لحمود الخطاف بالانصراف.
ووجد بعد أيام البعير المفقود فانتصر حمود الخطاف وأمسك برقبة صاحبه وقاده إلى القصر يريد وضعه أمام الأمير سعود بن عبد العزيز وحمله على ظهره فتوسط تاجر الإبل بناصر بن حميد بإطلاقه فأطلقه حمود بن عبد الرحمن الخطاف إكرامًا لناصر بن حميد، وأنا أعرف المعتدي الذي ضربه حمود الخطاف، وهو كبير الجسم جميل الصورة ولكن أحسن ما عنده أنه اعترف بالحقيقة أمام الأمير (١).