وقد توفي عام ١٣٩٣ هـ بعد هذا العمر المديد، ولم يفقد من ذاكرته شيئًا، وكان لا يزال يحفظ أخبار المعارك والحروب التي خاضها.
قال الأستاذ ناصر العمري:
انسحب عبد العزيز بن متعب بن رشيد بجيشه وأعوانه من الشنانة في القصيم واتجه شرقًا منحدرًا مع وادي الرمة فلحق بجيشه خمسمائة رجل من أعوان ابن سعود معظمهم وأكثرهم من أهل بريدة وصاروا يراشقون جيش ابن رشيد بإطلاق النار، وكان من بين الذين تبعوا انسحاب جيش ابن رشيد عبد الرحمن بن محمد الخطاف، وهو رجل شجاع قوي الجسم حاد البصر كثير الأسفار والاختلاط بالبادية، ويعرف عادات العرب وتقاليدهم في الحروب، وقد استطاع أن ينفلت من بين خيل ابن رشيد ويلحق بالإبل التابعة لابن رشيد فغنم منها خمسة عشر بعيرًا، وانتحى بها جانبًا يسوقها فوجد أناسًا من البادية فاتفق معهم على إيصالها إلى بريدة، ولهم نصفها فأخذوها وعاد لمراماة جيش ابن رشيد المنهزم أو المنسحب على الأصح، وفوجئ بامرأة سافرة تصيح به فأعطاها الأمان وقال لها اقتربي مني ولا بأس عليك وكانت باكية، إنها عاطفة الأمومة الجياشة امرأة من قبيلة ابن رشيد فقدت طفلها، لقد سقط منها في معترك زحام انسحاب الجيش فأخذ ابن خطاف بيدها وسار بها وكان حاد البصر وتتبع أثر جيش ابن رشيد في انسحابه فرأى جسمًا ملفوفًا بملابس من بعيد واتجه إليه وصاح بالمرأة: أبشري بولدك وحمله واتجه به إليها وهي تكاد تطير من الفرح متجهة إلى طفلها وحامله ومنقذه وسلمه إليها فقبلت طفلها وطلبت من ابن خطاف أن يلحقها بجيش ابن رشيد لأنها خائفة على حياتها وحياة طفلها فقال لك عهد الله ما يمسك سوء، وسار معها حتى ألحقها بجيش ابن رشيد ثم عاد وأخذ طريقه إلى