وهكذا جاء إلينا فأعطيته درس الفقه لبعض الفصول وأكملت جدوله بمواد أخرى.
ثم عرفت الشيخ عبد الله الخضيري بعد ذلك على حقيقته وعرفت لماذا تمنع عن الدخول في بيتي لأول مرة مع حاجته للجوء عن المطر وهو أن طبيعته عدم التثقيل على الناس، وعدم الذهاب إليهم أو الاستجابة لدعواتهم، إلَّا في نطاق ضيق ولأشخاص محدودين وإنما كل وقته قد صرفه للعبادة وللمطالعة في الكتب.
وقد بقي سنوات في معهد بريدة مستأجرًا بيتًا فيها.
وقد نقل عملي من معهد بريدة العلمي إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في عام ١٣٨٠ هـ وهو لا يزال مدرسًا في المعهد في بريدة، إلَّا أنه بعد ذلك طلب أن ينتقل عمله من بريدة إلى المعهد العلمي في المدينة المنورة رغبة منه في أن يتاح له العيش في المدينة المنورة والصلاة في كل الأوقات في المسجد الشريف النبوي.
ومن غرائب المصادفة أنه نزل في بيت في المدينة ملاصق لبيتنا تمامًا في طريق سيد الشهداء القديم في شمال المدينة المنورة، ثم اشترى ذلك البيت بعد ذلك.
وذكر لي بعد ذلك أنه يحس بألم وشيء غير طبيعي في صدره، وأنه بلغه أن في الجامعة الإسلامية عندنا طبيبًا مصريًا ماهرًا في الطب الباطني، ويريد أن يكشف عليه.
قال ذلك لكون الطبيب يعمل في مستوصف الجامعة الذي يقتصر العلاج فيه على المنتسبين إلى الجامعة الإسلامية، إلَّا بأمر خاص من الشيخ عبد العزيز بن باز أو مني، فقلت له: إنني سأرسل ذلك الطبيب إليك في بيتك واسم الطبيب: أحمد محمد سليمان.