للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد كان مرة في شعيب قرب الرس اسمه (ضمْيَرْ) على لفظ تصغير ضامر كان ذهب يأخذ حصباء جيدة لخلطها مع الأسمنت في أبنية مهمة لا يصلح لها الرمل المعتاد، فوجد في ذلك تعبا وخاطب جرذًا (جرذيًا) في ذلك المكان، فقال:

لا والله الَّا طار حلو الكرى طار ... من موق عيني كن فيها شراره

قعدت انا بضمير (١) فارقت أنا الدار ... اصبر على عجه وكثرة غباره

جاورني الجرذي وحسَّرْ بي الفار ... لو الله إلَّا حط بيتي خباره

دَمّي من أسبابه على الرجل نثار ... جل عنك ما عنده وقار لجاره

الجار ما له حق يستمحن الجار ... ولا يفرق مرزقه بالجحاره (٢)

قال الجردي:

أنت الذي موذين ترمين بحجار ... وابنك معه بندق نطرني نطاره

غثيتني واسهرتني وقت الأفجار ... من قام منكم عندنا شَبَّ ناره

قلت انقطع يا فار بالفين ديار ... جماعتك عساه تقصر عماره

قال:

حنا هل الديره قديمين الآثار ... يشد مثلك عَنْ ينقل قشاره

العاد في بَرْ بعيد ومشجار ... وش لك بجرْذيّ سكن في دياره

بيني وبينك ما يفيدنَّ الأعذار ... ولا ذا بحق اللي يزورك زياره

عندك ثلاث أيام يكفنِّك انذار ... وبعد الثلاثه منتويك بغاره

افزع عليك بربعتي دق وكبار ... والكل منهم يدِّعي منك ثاره

امي وابوي اتلفتهم عمد وجْهار ... من دون حق ولا وطوا لك عباره


(١) شعيب بالرس فيه حصباء.
(٢) جمع جحر.