وصدر الأمر بإقطاعي أرضًا فيه، وقد جرأني على ذلك أن سالم بن إبراهيم الدبيب رئيس ديوان إمارة بريدة كان جارًا لنا نازلًا في بيت مجاور لبيتنا في شمال بريدة كما سبق.
وحضرت إلى المكان حيث كان إبراهيم بن محمد البليهي الذي يعتبر بمثابة النظير بمعنى الناظر على ما يتعلق بالأراضي التي لا ملاك لها مع أنه ليس كذلك رسميًا، ولا يملك أن يمنح منها شيئًا، ولكن الأمير ابن فيصل قد أمره أن يقسم الأراضي حسب أوراق أعطاها الناس على كل ورقة رقم معين كان ابن فيصل وكاتبه سالم الدبيب والبليهي اتفقوا عليه بموجب خطة دقيقة منظمة.
وعندما كان اليوم المحدد لإعطاء الأراضي لأصحاب الأرقام الذين كان منهم رقمي خرجنا مع إبراهيم البليهي إلى شرق الخبيب وهو يؤمنذ أرض فضاء رملية لا يطمع فيها أحد.
ولما جاء دور تعيين أرضي كان البليهي قد وصل إلى قرب التغيرة فقلت له: يا أبو صالح أنا ما أبي الأرض بهذا، أنا الآن ما أشوف مباني بريدة - لبعدها.
فاستجاب مشكورًا وقال: غدًا ابدأ من الجنوب وقد ذكرت ذلك في الكلام على أسرة البليهي.
غير أن تلك الأرض كانت حددت بها الأراضي التي قبلها والتي بعدها.
ومن الغد أعطاني البليهي مشكورًا أرضًا جيدة، وبقيت القطعة التي يفترض أن تكون أعطيت لي حكومية كتب عليها في سجل الأراضي في الإمارة أن (محمد بن ناصر العبودي) عُوّض عنها.