للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذهب عبد الله الخميس وأخذ معه البسي النجدي والد محمد المطلق الذي كان معروفًا في سوق الشيوخ بصلاحه واستقامة سيرته، وفي ورعه وتدينه ومعاملته الحسنة في التجارة، وانطلقت معهم امرأة نجدية، وكانت تاجرة معروفة في سوق الشيوخ، وتدعى هيلة الشمالي أو بنت الشمالي وكانت امرأة مسنة صالحة تتعاطى التجارة بنفسها وتعتمر العقال فوق خمارها ومعروفة بين أهل الخير والأجواد بإحسانها وفضلها فاختار هؤلاء الثلاثة الموقع الحالي المدينة الخميسية، ووقف عبد الله الخميس قائلًا: قفا هنا لنبني مدينة الخميسية وتناول قصبة فذرعها ليحدد بها مكانا لمسجد الجامع، وكانه أول عمل يعمله عبد الله الخميس بنيته السليمة.

ثم أخذ يخطط معالم ويضع الصوى لتسمية مَحَلةٍ للنجادة وسماها محلة أهل الديرة ومحلة للبغادة ومحلة ثالثة للحضر، وكأنه يريد أن يجعل هذه المدينة مثالًا من مدينة سوق الشيوخ، فلم يجعلها خاصة للنجديين وحدهم، وهكذا ولدت الخميسية عام ١٢٩٩ هـ - ١٨٨١ م، وتوفي الشيخ عبد الله بن صالح الخميس في شهر رجب من عام ١٣٢٧ هـ.

لقد اختار عبد الله الخميس وفضّل أن تقوم مدينته على حافة الهور فوق سهل منبسط متحدر تحت مرتفع من الأتربة وسلاسل من الكثبان والربوات يمتد على طول حافة الهور المسمي بهور السناف، وكان الموقع الجغرافي البري للخميسية وما يعزله عن الهور من الضروس والمرتفعات والتلول ما يشبه السور الذي لم يعمله أحد من الناس، ولكن وعورة الأرض على حافة الهور قد تكونت على مر السنين بعوامل جيولوجية من التعرية والتآكل فانتشر التراب بفعل طغيان مياه الأهوار في كل السنين.