للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن رشيد يرجع إلى الجبل وأن الإمام عبد الله بن فيصل يرجع إلى الرياض، وتبقى الأمور على ما هي عليه وهذا يعتبر أول مسير حصل بين ابن سعود وابن رشيد، فأما عبد الله بن فيصل فإنه يرجع إلى الرياض، وأما ابن رشيد فإنه أقام على بريدة مدة أيام ثم رجع إلى الجبل (١).

إلى أن قال أيضًا:

ذكر الأمور التي عارضت استقامة أمر الإمام عبد الله بن فيصل، وكان أمر الله قدرًا مقدورا.

أما الأمور التي عرقلت المساعي فهي منازعة أخيه له في الملك وبعده أبناؤه في الخرج يحرضون القبائل عليه فكان سعود وأبناؤه العدو الألد للإمام عبد الله، ومنها مناصرته لآل عليان على أعدائهم آل مهنا الأمراء الحاكمين في بريدة ذلك الوقت، وكان صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود يقول لم يستقم الأمر العبدالله الثلاثة أسباب:

أولًا: وجود أبناء أخيه في الخرج يحرضون القبائل عليه.

ثانيا: مناصرته لآل أبي عليان أمراء القصيم السابقين على أعدائهم آل مهنا الأمراء الحاكمين بعدهم، وكان هذا جهلًا من عبد الله لأنه في وقت ضعفه ليس من الحكمة أن يتحزب لبيت مغلوب فيضعضع نفوذه في القصيم.

ثالثًا: ظهور محمد بن رشيد الطامع بحكم نجد فقد تحالف مع آل أبي الخيل من آل مهنا فكانوا يدا واحدة على ابن سعود، هذه بعض الأمور ومنها أنه كان أذنا سامعة لكلام أهل النميمة والمغرضين، وجرى بسبب ذلك بعض إهانة منه يرحمه الله لبعض العلماء، ووالله إنه لما يؤسف أن لا يجد المؤرخ مندوحة عن ذكر الأمور على حقائقها لواجب الإخلاص للتاريخ (٢).


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ١، ص ٢٢٠ - ٢٢١.
(٢) تذكرة أولي النهى والعرفان، ص ١٧٠ - ١٧١.