قال: نعم، فأخذ مصلابًا وهو كالعصا الضخمة كانوا حطبوه من أجل طبخ غدائهم وجعل يضرب اللصوص، وقد رأى أحدهم أخرج بندقًا معه فأسرع يضربه وينتزع البندق منه حتى صرع أكثرهم، ولم يسلم منهم إلَّا من هرب!
وقد عرفت (خيرالله) جسيمًا جريمًا جميل المنظر.
أعتقه إبراهيم الشريدة وأسماه (خير الله الشريدة)، ثم تزوج في بريدة، وكان له ولد في مثل سني كان درس معنا في كتاب الأستاذ محمد الوهيبي في بريدة.
قال الأستاذ ناصر العمري:
اشتري إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة مملوكًا من المدينة قصده يعتقه ويجعل ثواب عتقه لأخيه سليمان بن عبد الرحمن الشريدة، وخرج إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة ومعه إبل وعدد قليل من أصحابه ومعه المملوك خيرالله، وبعد أن ابتعدوا عن المدينة المنورة في طريقهم إلى بريدة أغار عليهم أناس من قطاع الطرق من البادية يريدون الإبل، وقد دافع عنها إبراهيم بن شريدة ومن معه حتى غلبهم البدو وأخذوا الإبل وانصرفوا بها بعد أن جرح إبراهيم بن شريدة وخير الله لا يعرف ما الذي حصل.
وبعد انتهاء المعركة الصغيرة سأل خيرالله إبراهيم الشريدة قائلًا: لماذا أخذوا بعاريننا؟ فقال إبراهيم نهبوها! فقال خيرالله: تريد أن أردها؟ قال: نعم، ردها إن استطعت، فأخذ عمود خيمة ولحق بالبدو وضرب واحدًا منهم وآخر وهو هائج صائل ورد الإبل وتخلى عنها البدو لما رأوا من شجاعة خير الله وهو رجل طويل القامة أسمر البشرة وبشجاعته الفذة استطاع رد مال سيده، وقد أعتق وبقي في حياته معززًا مكرما لدى أسرة آل شريدة يعرفون له قدره وشجاعته ثم زوجوه وصار له أولاد.