للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويشتري منهم، ولم يسافر معهم إلى أي قطر من تلك الأقطار، حكى ابنه محمد رحمه الله أنه عندما اقترب رحيله للدار الآخرة أحضر دفاتر دوَّن فيها مديونياته وقال لابنه: يا بني كل ما في هذه الدفاتر مسجل على المدانين لي سيكون بعد أيام عند رحيلي ملكًا لكم، أنت وأخوك وأخواتك، أبلغهم جميعًا أن كل ما فيه مرابح على المدانين فحاولوا أن تتسامحوا معهم، فمن أعطاكم فاقبلوا منه ومن لم يعطكم لقلة ما في يده فأرجو أن تسامحوه وتقطعوا هذه الدفاتر خلال ثلاثة أشهر وسأجد وتجدون إن شاء الله ذلك في موازين حسناتنا،

وقال ابنه: إنه كان يقيم في منزل ملاصق لمسجد عبد الرحمن الفدَّا في وسط بريدة ونظرًا لأنه دائم الصلاة في روضة المسجد كان يحب الإمام ويحبه الإمام رحمهما الله، وفي يوم قال للإمام: أستودعك الله لأن شريكي إبراهيم بن علي الرشودي قد ألزمني السفر إلى فلسطين مصاحبًا للرعايا الثلاث التي هي شراكة بيني وبينه، لأنه قد سافر قبل هذه الرحلة، وقال: عليك الرحلة التالية فقال له الإمام: أفا يا أبا محمد، تسافر هناك لأجل الكسب وأنت هنا بخير ونعمة! فلم يرد عليه.

ولما كان الصباح ذهب إلى شريكه إبراهيم العلي الرشودي وقال له: يا أبا علي سامحني فلن أسافر وافعل بالإبل ما تشاء، اذهب معها أنت أو أرسلها مع رعاة على حسابي فلك التصرف فيما تشاء، توفي رحمه الله في بريدة.

أما ابنه محمد بن صالح بن حمد المولود في بريدة عام ١٣٤٦ هـ، فقد مرض في شبابه وذهب بأمر من الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله إلى لبنان للعلاج، وعندما عوفي من مرضه صار يتعامل بالعملات النقدية، وأقام هناك سبع سنوات وجمع مبلغًا لا بأس به، وحين أراد العودة اشترى مجموعة كاملة من مكائن الطباعة وأحضرها معه للرياض، وصارت باسم المطابع الوطنية الحديثة في شارع البطحاء بقلب الرياض وصار يطبع المقررات الدراسية للكليات