وقد وجدت الكتاب كتابًا علميًا فقهيًا مفيدًا، بل رائعًا في طريقة بحثه يدل على سعة إطلاع مؤلفه، وصبره وجلده على مراجعة الكتب والنصوص القديمة ودقة حكمه وتمحيصه لها واستخراج الأحكام منها.
مما يجعل المؤلف في مصاف العلماء الباحثين المجيدين في منطقتنا.
ولهذا الكتاب قصة تتلخص في أنه وهو بحث وزع وعرف فردته عليه اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة، وبعضهم قال: إن هيئة كبار العلماء هي التي ردت عليه.
وانتدب للرد على الرد عليه أحد طلبة العلم في بريدة من الشباب.
وقد ذكر الشيخ دبيان في مقدمة كتابه هذا أنه أنجز من مشروعه الفقهي وهو تأليف موسوعة فقيهة أحكام الطهارة في عشرة مجلدات كبيرة.
طبع منها ثلاثة مجلدات متعلقة بأحكام الحيض والنفاس وأن هذا الكتاب (الإنصاف) الذي يقع في ١٥٠ صفحة خاص بالأخذ من اللحية وتغيير الشيب بالسواد، وما هو إلا من مبحث (سنن الفطرة).
هذا وقد سجن الشيخ دبيان في قضية الشيخ سلمان العودة ومن معه من طلبة العلم ومحبيه، وكان من اشق ما عليهم أول الأمر منع الكتب عنهم في السجن وحرمانهم من مطالعتها، إلا أنه سمح لهم بعد ذلك بإدخال الكتب التي يريدونها وبالمطالعة، وربما كان الشيخ دبيان قد استفاد من المطالعة في السجن.
على أن الذي يرى بحثه هذا في اللحية يعرف أن الرجل واسع الإطلاع وأنه ينقل من مراجع تعد بالعشرات أو أكثر من ذلك ولا يمكنه أن يحضرها كلها إلى سجنه، وقد لبث الشيخ دبيان في السجن بضع سنين.
وكنت عندما اطلعت على الموسوعة الفقهية له أرسلت إلى مؤلفه الشيخ دبيان بن محمد الدبيان الرسالة التالية إعجابًا به: