فقد تلقيت خطابكم الكريم رقم ٢٠١/ ٢٩٠٠٣٧/أ / م، وتاريخ ٢١/ ١/ ١٤٢٩ هـ والمتضمن الرعاية الأبوية والتشجيع المعنوي الكبير، وإن لقراءتكم كتابي وخطابكم له أكبر الأثر في نفسي ومن أكبر الحوافز لي على مضاعفة الجهد، واستثمار الوقت خاصة أنه يأتي من عالم له قدم راسخة في البحث والتصنيف لا أعلم له نظيرًا في عصرنا، وإني أرى في شخصكم الكريم بقية من الجيل الأول، ذلك الجيل الذي لم يكن يعرف العالم فيه التخصص في العلوم، بل كان الواحد منهم موسوعيًا في علومه ومعارفه.
وإنه ليشرفني جدًّا ما تكرمتم به من تقديمي لسماحة مفتي عام المملكة، سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ لتبني المشروع، وأياديكم على هذه البلاد وطلاب العلم كثيرة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم تلقونه.
وكنت أعمل منذ سنوات على موسوعة في فقه المعاملات المالية تكون على نسق موسوعة أحكام الطهارة، وتتوجه بالعناية إلى دراسة المعاملات القديمة والمعاصرة مع العناية الحديثية بالأدلة الشرعية، وقد أنجزت منها عشرة مجلدات ولله الحمد، وكانت النفس تظن بهذه البحوث أن يتولاها بالرعاية بعض البلاد الخليجية لأني أرى أن بلادي أحق بها من غيرها لما لهذه البلاد من خصوصية ليست لغيرها، وهذا العلم إنما خرج من هذه الأرض، وإليها يأرز.
وأتمنى على فضيلتكم أن آخذ من وقتكم لأتشرف بمقابلتكم، ولأستفيد من توجيهاتكم، فإن رأيتم أن في وقتكم فسحة لمثل هذا نسقت الأمر مع تلميذكم: الشيخ محمد بن عبد الله المشوح، وفقكم الله وسدد خطاكم.