للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما فرغ من هدم تلك البيوت ارتحل من بريدة بمن معه من جنود المسلمين، وعدا على ابن عقيل ومن معه من الدعاجين والعصمة والنفعة من عتيبة وهم على (الدوادمي) فصبحهم وأخذهم ثم قفل راجعًا إلى الرياض، مؤيدًا منصورا، وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.

وكان عبد الله بن عبد العزيز المحمد قد أمر عليه الإمام فيصل بالمقام عنده في الرياض، حين أذن لأبيه عبد العزيز بالمسير إلى بريدة كما تقدم في السنة التي قبلها، فخرج عبد الله المذكور غازيا مع عبد الله بن الإمام فيصل، في هذه الغزوة، فلما قرب من الرياض شرد من الغزو، فالتمسوه فوجدوه قد اختفى في غار هناك، فأمسكوه وأرسلوه إلى القطيف وحبسوه فيه، فمات في حبسه ذلك (١).

قال عبد الله بن محمد البسام في حوادث سنة ١٢٧٧:

قتل عبد الله الفيصل أمير بريدة عبد العزيز آل محمد وأولاده، ألحقه أخيه محمد الفيصل ومعه سريتين، ولحقهم بأرض الشقيقة وأمنهم ثم قتلهم غدرًا، وكانوا هاربين خوفًا منه، وذلك في ٨ شوال (٢).

وذكر ابن عبيد أن عبد العزيز بن محمد خاف على نفسه فركب هو وأولاده حجيلان وعلي وتركي ومعهم عشرون رجلًا من خدامهم وعشيرتهم وهربوا إلى عنيزة ثم خرجوا منها وتوجهوا إلى مكة، ولما بلغ عبد الله خبرهم أرسل في طلبه سرية يرأسها أخيه محمد بن فيصل فلحقوهم بالشقيقة مسيرة ٦ ساعات من عنيزة وأخذوهم وقتلوا منهم ٧ رجال وأسماؤهم هي الأمير عبد العزيز وولده حجيلان وولده تركي وولده علي وعثمان الجميضي من عشيرة العليان، وخادمهم جالس بن سرور وأخوه عثمان بن سرور وترك


(١) عقد الدرر، ص ٣٠ - ٣١.
(٢) خزانة التواريخ النجدية، ج ٥، ص ٤٥.