وقد ذكر المؤرخون مقتل عبد العزيز بن محمد وأبنائه ومن معه في الشقيقة على لفظ تصغير الشقيقة والشقيقة المكان المطرد من الرمال على حد تعبير الأقدمين، وتقع الشقيقة إلى جهة القبلة من مدينة عنيزة.
قال إبراهيم بن صالح بن عيسى رحمه الله بعد أن ذكر أن الأمير عبد الله بن فيصل كان غازيا جهة الكويت، وأنه قفل بمن معه من جنود المسلمين راجعًا إلى نجد، فلما وصل إلى الدهنا بلغه أن سحلي بن سفيان ومن تبعه من بني عبد الله من مطير على (المنسف) بالقرب من بلد الزلفي فعدا عليهم وأخذهم وقتل منهم عدة رجال منهم حمدي بن سقيَّان أخو سحلي قتله محمد بن الإمام فيصل.
ثم توجه إلى القصيم ونزل روضة (الربيعية) ولما بلغ الخبر إلى أمير بريدة، عبد العزيز المحمد بن عبد الله بن حسن ركب خيله وركابه، هو وأولاده حجيلان وتركي وعلي، ومعهم عشرون رجلا من عشيرتهم، ومن خدامهم، وهربوا من بريدة إلى عنيزة، ثم خرجوا منها متوجهين إلى مكة، ولما بلغ عبد الله بن فيصل خبرهم أرسل في طلبهم سرية مع أخيه محمد بن الإمام فيصل، فلحقوهم في (الشقيقة) وأخذوهم، وقتلوا منهم سبعة رجال، وهم الأمير عبد العزيز وأولاده حجيلان وتركي وعلي، وعثمان الحميضي، من عشيرة عبد العزيز المذكور من آل أبي عليان، والعبد جالس بن سرور، وأخوه عثمان بن سرور، وتركوا الباقين.
ثم إن عبد الله رحل من روضة (الربيعية) ونزل في بلدة بريدة، وأقام فيها مدة أيام، وكتب إلى أبيه يخبره بمقتل عبد العزيز آل محمد وأولاده، ويطلب منه أن يجعل في بريدة أميرا، فأرسل الإمام فيصل رحمه الله تعالى عبد الرحمن بن إبراهيم إلى بلد بريدة، واستعمله أميرا فيها، وهدم بيوت عبد العزيز المحمد، وبيوت أولاده،
وقدم عليهم في بريدة طلال بن عبد الله بن رشيد، بغزو أهل الجبل من البادية والحاضرة.