للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س: تزامنت بداياتك العلمية والدعوية مع بروز عدد من طلاب العلم الشرعي منهم د. سلمان العودة، الفقيه إبراهيم الدبيان، ، د. سليمان الضحيان، وغيرهم، ما الذي تحمله لهؤلاء؟ وما الرسالة التي توجهها لهم؟

أحمل لهؤلاء ذكريات جميلة في مرحلة من عمر الإنسان، وفي أجمل مراحله، وهو حماس الشباب، وتطلعاتهم في بناء مجتمع فاضل، وقد خضنا تجربة ضخمة أرجو أن نكون قد استفدنا منها فيما يعود علينا وعلى مجتمعنا وشبابنا بالخير.

ويكفي أننا بعد هذه التجربة خرج كل واحد منا، وقد اتجه ليعمل فيما يحسن، ويخفف من الأمور التي لا يحسنها، أو تشكل عائقًا كبيرًا في مشروعه الخاص.

والرسالة التي يمكن أن أوجهها لبعضهم بعد أن تجاوزنا حماس الشباب أن ننقل تلك التجربة بصدق إلى أولئك الشباب الذين لم يجربوا، وأن نكون صادقين مع غيرنا بالقدر الذي نكون صادقين به مع أنفسنا.

لا يعجبني أبدًا أن يزين بعضنا للشباب تجربة السجن، وأنا أعلم منه، ويعلم من نفسه مقدار الضيق الذي كان يجده وهو في السجن، وينبغي أن يتذكر قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين".

على أن سعي المرء للإصلاح ليس محصورًا في الجانب السياسي، الذي هو أسوأ ما في تاريخ هذه الأمة على مر العصور، وتغيير الأمة لا يجب أن يكون من خلال القفز على المراحل، ولينظر المرء إلى ما يحسنه، فيتوجه إليه، ويشتغل به، وينفع به، والأمور التي لا يحسنها، أو لا يستطيع أن ينفع فيها، فينبغي أن يتجاوزها، ولا يقف عندها.

وقد عرفت نفسي، ووجدت متعتي في البحث العلمي الأكاديمي، وعرفت أنني أملك في هذا المشروع ما لا يملكه كثيرون غيري، وتفرغت له، وتركت ما سواه، ولم أذهب إلى مشاريع الآخرين لأشتغل بها عن مشروعي، وقد أنتج