للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تداعياتها في الداخل المحلي على ما اصطلح بتسميته بـ "الصحوة الإسلامية"، وأدت أحداث العنف التي حدثت في المملكة بعد هذا التاريخ إلى النظر إلى نتاج الخطاب الصحوي بوصفه السبب وراء تلك الأحداث، بعد هذا السياق الزمني كيف تنظر إلى تأثيرات أحداث سبتمبر على المجال الدعوي والخيري الإسلامي في الخارج؟ وكيف تنظر إلى الصراع الفكري بين من يوصفون بالتيار الديني والآخر الليبرالي في المجتمع السعودي؟

ج: أحداث الحادي عشر من سبتمبر من الظلم أن نحملها نتاج الخطاب الصحوي، فليس هو السبب وراء تلك الأحداث، ومن قام به قام به دون أن يأخذ رأي أحد من الأمة، فهو محسوب على من قام به، ولا يتجاوز به ذلك، وإذا أردت أن تنظر في الأسباب فإنك لا تستطيع أن تستبعد سياسات أمريكا غير العادلة في المنطقة، ودعمها لإسرائيل، وليس الخطاب الصحوي.

وأعتقد أن نقل العنف إلى داخل البلاد الإسلامية كالخليج والمغرب، والجزائر ولبنان وباكستان كان هذا هدفًا أمريكيا بالدرجة الأولى، ولعلك تذكر الحملة الظالمة في الإعلام الأمريكي على الحكومة السعودية وعلى باكستان في السنوات الأولى من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولم تتوقف تلك الحملة حتى بدأ الصراع بين تلك الدول وبين هذه الجماعات، وقد فقدت تلك الجماعات تعاطف الناس معها حين وجهت سلاحها إلى الداخل وتخوف العقلاء من العبث في أمن واستقرار تلك المجتمعات من التحول إلى الفوضى الذي لن يستفيد منه أحد، وسيتضرر منه الجميع، ولا يستطيع أحد أن يعرف مقدار الضرر إلا إذا عاش فعلا في مجتمع الجوع والخوف كما قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.