عديدة وعميقة بشأن علاقة الطوائف الإسلامية ببعضها خاصة السنة والشيعة وبرزت دعوات من علماء ينتمون إلى الطائفتين تنادي بالعمل على تخفيف حدة العداء والسعي إلى تأسيس قواسم مشتركة للتقارب بين الطائفتين، بملاحظة ما تحويه كتب التراث الفقهي لكلا الطائفتين من أحكام عن الطائفة الأخرى، وبالنظر إلى طبيعة الخلاف العقدي بين الطائفتين كيف تنظر إلى مثل هذه الدعوات؟
ج: الدعوة للتقارب، إن كان المقصود منها التوفيق بين المنهجين فلا أعتقد أن مثل هذا سيكتب له النجاح، وسيكون مبنيًّا على الخداع والنفاق، لأن الفارق بين السنة وبين الشيعة ليس في مسائل فرعية يمكن للمسلم أن يتجاوز فيها الخلاف، وإن كان المقصود من التقارب هو التعايش، فإن تاريخنا الإسلامي يثبت أن هذا ممكن وممكن جدًّا، ولا سبيل لنا غيره، فكان التشيع موجودًا على مر العصور الإسلامية، ولم يكن هنا منهج عند أهل السنة يدعو إلى قتال الشيعة لكونهم شيعة، وقيم العدل ودفع الظلم مطلوبة حتى مع الحيوان فضلًا عن الإنسان.
وأعتقد أن الاقتتال الطائفي في العراق دوافعه سياسية أكثر منها طائفية، وأنا أحمل الاحتلال الأمريكي، والساسة العراقيين، والمليشيا المسلحة (بدر وجيش المهدي وتنظيم القاعدة) بالإضافة إلى التدخل الإيراني، وأما الشعب العراقي بعشائره وكافة طوائفه فهو شعب موحد في غالبه.
وأرى أن إيران تعبث في العراق لمصالحها الخاصة، وقد أساء مشروعها الطائفي في العراق إلى مشروعها السياسي في المنطقة القائم على دعم المقاومة، ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي، ولقد بعث هذا في نفس المراقبين الخوف من أن تجر المنطقة كلها إلى نزاع طائفي لا يستطيع أن يتنبأ الإنسان بنتائجه على أمن واستقرار المنطقة.
س: شكلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ما يمكن اعتباره تاريخًا مؤثرًا في مسار الأعمال الإسلامية في الخارج (الخيرية والدعوية) إضافة إلى