وقلت له: إنك إذا لم تستطع أن تكتب بيدك ولم ترد أن تملي على كاتب آخر تستطيع أن تتحدث بما تريده في مسجل يكون عندك حتى في غرفة نومك كلما رأيت أنك على استعداد لتسجيل شيء سجلته، ثم تطلب من أحد الشبان الذين لا عمل لهم أن يستخرج ما قلته من ذلك المسجل.
وقلت له: إنني على استعداد للتعاون معك في هذا الأمر الثقافي المهم، وذلك بمراجعة الكتاب قبل طبعه.
ولكن الأخ (عثمان) كبير السن نسبيًا، إذ ولادته كانت في عام ١٣٣٧ هـ فهو الآن - ١٤٣٤ هـ - قد بلغ سن السابعة والثمانين من العمر أمد الله في عمره في عافية وسرور، وقد استأجر (عثمان) وهو رجل غني كريم شقتين من أوقاف الشريف غالب التي تطل على الحرم المكي الشريف فكان يصوم كل رمضان في مكة المكرمة يحضر إلى الشقتين أقاربه وبخاصة من النساء وكذلك في وقت من العطلة الصيفية للمدارس لا يخل بذلك أبدًا.
قال رميان بن صالح الرميان في عثمان بن عبد الله الدبيخي من أهل بريدة وكان أحب بنتًا من أهل عَمَّان في الأردن فتزوجها فأحبها وأحبته حبًّا شديدًا غير أن والده ألزمه بطلاقها فطلقها، فلما بلغها الخبر قالت: أنا ما أطلق، أنا بأحب عثمان وهو يحبني - تجهل الطلاق الشرعي - ثم قدمت إليه وهو في الظهران فأقنعها بفراقهما، فقال رميان:
يا حوُّل يا حوُّل يا عثمان ... مقهور عن شوف مَضْنونه