بمواشيهم التي هي الإبل إلى بلاد الشام وفلسطين ومصر وسط أجواء الخوف والاضطراب قبل حكم الملك عبد العزيز آل سعود الشامل الأمن، وقد ورث هذه المهنة مهنة التجارة بالإبل والذهاب إلى الشام ومصر لهذا الغرض من والده: عبد الله الدبيخي الذي كان من كبار رجال عقيل وله في هذا المجال صولات وجولات وله أخبار تعجب وتطرب.
كان والده إذا عاد إلى بريدة من سفره الذي يستغرق وقتا طويلًا يلبس أفخر الملابس التي يلبسها الناس آنذاك وكان وجيها محترمًا من الجميع.
ومن العجيب أن يجمع الشيخ عثمان الدبيخي بين ثقافة تجارة المواشي التي تتصل بالشام ومصر وتحتاج إلى معرفة أحوال البلاد التي تستهدف فيها التجارة، ومع ذلك هو مثقف ثقافة عصرية واسعة يخيل لمن يجلس إليه ويسمع حديثه أنه أمام رجل حاصل على شهادة عليا فيما يتحدث فيه.
وبذلك كنت أعتبر أن الشيخ عثمان بن عبد الله الدبيخي مرجع مهم لأخبار عقيل تجار المواشي، كما أعتبره مصدرا موثقا بمعرفة رجالهم وقصصهم وأخبارهم، وقد استفدت منه أشياء في هذا الموضوع رحمه الله وجزاه عنا خيرًا.
ولد الشيخ عثمان الدبيخي في مدينة بريدة، ولما شب عن الطوق أخذه والده معه إلى الشام ومصر، التي تكثر فيها التجارة الشاقة والتي أقل ما فيها من يتعرض في طريقه إلى التقلبات الجوية وإلى أخطار هوام الصحراء وحشراتها وإلى معاناة تدبير رعاة الإبل والقائمين على خدمتها، فصقلته تلك الأشياء وأعلمته من صغره الصبر والتحمل لبلوغ الهدف.
وأما أسرته فقد سكنوا خبا من خبوب بريدة القديمة ويسمى (القويع) على لفظ التصغير (القاع) منذ التاريخ المذكور، ثم انتقل بعضهم إلى (خب المريدسية) الذي هو مثل خب القويع، قرية زراعية مزدهرة واقعة بين حبلين