قال والدي: فأحتد والدي، وقال: يا الدبيخي، والله إن كان هو زَغَّل تحتها إني لأخليها، أنا أكل من شجرة شاربة زغولة رَجَّال؟
ورضي الدبيخي بأن يتفل العَيّان على الشجرة ويذكر الله!
ومن طرائف الشاعر العامي (محمد العيدي) التي فيها ذكر (الدبيخي) أنه كان يزرع القمح على أرضه المعروفة بقليب العيدي في المتينيات ولكنه تركها لعجزه عن وجود من يدينه ونزل بريدة من دون أن تكون له وسيلة للعيش، مثل كثير من الناس في ذلك الوقت.
وكان من عادة أهل المدن والقرى الذين لا نخيل لهم أن يشتري الشخص نخلة من أرباب النخيل القريبة من البلد يخرف منها الرطب عندما يطيب ثم يجد آخرها.
ولكن ذلك يحتاج إلى أن يكون لديه ثمن تلك النخلة والعيدي لم يكن ممن يملكون ثمنها فكان يخرج إلى النخيل القريبة يظهر كأنه يريد شراء نخلة فيأكل من الرطب وأطايب البسر يظهر كأنما هو يجرب أكلها.
ومرة خرج في مثل ذلك الوقت الذي يكون عادة في منتصف شهر أغسطس إلى القويع، وفعل مثل ما كان يفعله مع الدبيخي فلاح صاحب نخل هناك، فقال له الدبيخي: ما أظن إنك تبي تشري أظن أنك بس تبي تأكل.
فقال العيدي: كيف، الله يهديك: الدراهم عند إبراهيم العبودي في دكانه، والله إن الدراهم بدكان العبودي إبراهيم، فاطمئن الدبيخي إلى قوله، وأكل من رطب النخلة التي أشتري ثمرتها من الدبيخي بثلاثة ريالات ونصف، ثم أخذ معه عدة شماريخ علقها في يده أعطاها له الدبيخي من بسر تلك النخلة المنقط.
وفي المساء ذهب العيدي إلى العبودي وهم عم والدي وله دكان فيه طبعًا