اللغات الأجنبية، وقد شجعه على ترك عمله في الهند بعدما قضى سنين في الهند والعودة والمقام في العراق مما أصاب عمه جار الله الدخيل من المكانة المرموقة والثراء الواسع، ومع أنه هبط بغداد وقد تجاوز سن الشباب وبلغ مرحلة الرجولة، وقد عرك الدنيا وجرب الناس وتجول في البلاد وأصاب من العلم والثقافة قدرًا كبيرًا إلَّا أنه أنس في نفسه حب إتقان بعض العلوم العربية والإسلامية فدفعه ذلك إلى قراءة العربية على الإمام الكبير الشيخ محمود شكري الألوسي، وواضح أن الأستاذ سليمان الدخيل لم يكن معنيًا بالتجارة ولا حريصًا على مزاولتها وإنما كان يعد نفسه ليدخل ميدان الأدب والصحافة والتأليف.
وقد بدأ نشاطه في الصحافة والنشر والتأليف منذ خلع السلطان عبد الحميد وصدور الدستور سنة ١٩٠٨ م، ثم اضطر إلى ترك العراق والفرار إلى نجد والحجاز عند قيام الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤ م، ثم عاد إلى العراق بعد انتهاء الحرب واستوطن بغداد وتزوج من أهلها.
كان من رواد العمل الصحفي ومن الرعيل الأول في الصحفيين العرب الذين مارسوا مهنة الصحافة ووضعوا قواعدها، ولقد كان الأستاذ أول نجدي مارس الصحافة وقد أسس (جريدة الرياض) في بغداد وقد صدر العدد الأول منها في ٧ كانون الثاني سنة ١٩١٠ م - ١٣٢٨ هـ وبقيت حتى سنة ١٩١٤ م، صفر ١٣٣٢ هـ، وكانت جريدة أسبوعية أبرز صفاتها العناية الفائقة بأخبار نجد وجزيرة العرب وإمارات الخليج العربي.
ومع أن هذه الجريدة الرائدة فإن الذي صدر منها حوالي المائتين، وفي كانون الثاني سنة ١٩١٢ م، صفر ١٣٣٠ هـ أصدر الأستاذ سليمان الدخيل بالاشتراك مع إبراهيم حلمي العمر وهو صديقه وتلميذه العدد الأول من (مجلة الحياة) وهي مجلة شهرية تبحث في السياسة والاقتصاد والتاريخ والاجتماع، ولكنها توقفت بعد أربعة أعداد فقط لقلة عدد القراء والمؤازرين.