ومصر، وقد تشغل بعض مروياتها، عن جزيرة العرب، أسلاك البرق، ودواوين الدولة العثمانية أيامًا بل أشهرًا).
ومع أن هذه الجريدة الرائدة ذات اللون الخاص المتميز استمرت في الصدور أربع سنوات طويلة، فإنه من المؤسف حقًّا ألا يبقى من أعدادها، التي قد تبلغ المائتين، غير عدد واحد فقط، محفوظ في المكتبة الوطنية ببغداد، وهو (العدد ١٠٨ سنة ١٩١١).
وفي كانون الثاني من سنة ١٩١٢ (صفر ١٣٣٠) أصدر الأستاذ الدخيل بالاشتراك مع المرحوم إبراهيم حلمي العمر، وهو صديقه وتلميذه، العدد الأول من (مجلة الحياة) وهي مجلة شهرية (تبحث في السياسة والاقتصاد والتاريخ والاجتماع)، ولكنها توقفت بعد أربعة أعداد فقط، لقلة عدد القراء والمؤازرين، وفي المتحف العراقي العدد الأول منها فقط.
وقد توقف الأستاذ الدخيل عن العمل الصحفي بعد الحرب العالمية الأولى، وآثر الاستقرار والعمل في وظائف الدولة، ولكن الحنين إلى الصحافة ومتاعبها، عاوده مرة أخرى فعاد إليها بعد سبعة عشر عامًا من الانقطاع عنها، ففي يوم السبت ١٢ كانون الأول سنة ١٩٣١، صدر في بغداد العدد الأول من جريدة (جزيرة العرب) لصاحبها داود العجيل ورئيس تحريرها سليمان الدخيل، وهي جريدة سياسية أسبوعية، وصفها الأستاذ الحسني بقوله (فكان جل غايتها، خدمة الأمة العربية، ولكنها احتجبت بعد ثلاثة أشهر، لقلة عدد المؤازرين لها)، وفي المتحف العراقي ببغداد، العدد الأول من هذه الجريدة، وكان ذلك آخر عهد الأستاذ الدخيل بالصحافة وأعمالها، وقد زهده في ذلك، دون ريب كثرة ما أصابه من أذى وتشريد وخسارة ومطاردة من سلطات الاتحاديين الأتراك، ثم ما أصاب العمل الصحفي من ركود ومضايقة في سنوات الحرب الأولى، وكثرة الصحف وأدعياء الصحافة وقلة القراء والمثقفين والمؤازرين فيما تلا الحرب من سنوات عجاف.