مارسوا مهنة الصحافة ووضعوا قواعدها وتقاليدها، وعانوا كثيرًا من العذاب وصمدوا في وجه كثير من العقبات، في سبيل أن تكون للعالم العربي، صحافته المميزة المستنيرة المستقلة المعبرة عن طموحه وأمانيه وآماله.
كان واحدًا من القلة المثقفة المستنيرة من أبناء هذه الأمة، ممن نحتوا الصخر بأظفارهم وتحملوا كثيرًا من الإيذاء والعنت والمطّاردة والتشرد والفقر، في سبيل الصحافة وحريتها وازدهارها، وهي لا شك مظهر من مظاهر الحضارة والتمدن والرقي.
وقد أسس الأستاذ الدخيل جريدة (الرياض متخذًا أسمها من قاعدة نجد)، وقد صدر العدد الأول منها في ٧ كانون الثاني سنة ١٩١٠، وبقيت حتى سنة ١٩١٤ كانت جريدة أسبوعية (ابرز صفاتها العناية الفائقة بأخبار نجد وجزيرة العرب وإمارات الخليج العربي)، وقد وصفها الصحفي الكبير الأستاذ رفائيلي بطي بقوله إنها كانت (جريدة ذات لون خاص في الصحف العراقية، بل في الصحف العربية قاطبة في ذلك الجيل).
وقد أثنى مؤرخو الصحافة العربية على هذه الجريدة وصاحبها وأشادوا بجهوده، في خدمة القضية العربية ونشر الوعي القومي آنذاك.
فقد قال الأستاذ المؤرخ عبد الرزاق الحسني (ونشرت أبحاثًا قيمة عن الجزيرة العربية وإمارات الخليج وحث الحكومة العثمانية كثيرًا على مساعدة الأمة العربية في النهوض من كبوتها).
وقد أشاد الأستاذ رفائيل بطي طويلًا بهذه الجريدة، وقال:(إنها خدمت القضية العربية وساعدت على نشر الوعي القومي)، وإنها كانت مصدرًا لكل ما ينشر أو يذاع في العالم آنذاك، من أخبار الجزيرة العربية وحوادثها (إن أكثر مروياتها تشيع في عالم الصحافة فتتناقلها الجرائد في العراق والشام