ولا شك أن هذه ليست كل ما تولاه الأستاذ الدخيل من المناصب، فهناك فترة غامضة في حياته الوظيفية بين توليه لقضاء الجبايش سنة ١٩٢٧ إلى عمله مدير تحرير سنة ١٩٣٦.
ولا شك أنه تدرج تدرجًا طبيعيًا في مناصب الدولة ورقي من (مدير ناحية) إلى (قائم مقام) وكان ينبغي أن يرقي بعدها إلى منصب (المتصرف) أو المحافظ كما يسمى الآن، ولكنه بدل أن يرقى إلى ذلك، أنزلت درجته الوظيفية إلى (مدير تحرير) سنة ١٩٣٦ ثم أنزلت مرة أخرى، حتى انتهى به الحال إلى وظيفة (ملاحظ) في مديرية الدعاية العامة.
ونحن لا نملك تفسيرًا واضحًا لذلك، ولم يتح لنا أن نطلع على ملف خدمته المحفوظ في وزارة الداخلية العراقية، ولا شك أن فيه سجلًا كاملًا لمناصبه ووظائفه الحكومية وأسباب نزوله في التدرج الوظيفي بعد ذلك، وهذا يعزز دون ريب ما ذهب إليه الجاسر من معاناته للفقر والبؤس في سنواته الأخيرة واضطراره إلى بيع كتبه ومسودات مؤلفاته.
وفاته:
وقد توفي الأستاذ الدخيل، عن أربعة وسبعين عامًا، ببغداد يوم الخميس ١٢ محرم الحرام سنة ١٣٦٤ هـ الموافق ٢٨ كانون الأول سنة ١٩٤٤ م، ونشرت نعية الصحف العراقية، مع الإشادة بجهوده وآثاره، وقد رثاه الأستاذ رفائيل بطّي وابنه تأبينًا بليغًا مؤثرًا، وقد أخطأ من جعل وفاته سنة ١٩٤٥ كالأستاذة خير الدين الزركلي وكوركيس عواد وعلي جواد الطاهر.
نشاطه الصحفي:
كان الأستاذ الدخيل، دون شك، رائدًا من رواد العمل الصحفي في المشرق العربي، وواحدًا من الرعيل الأول من الصحفيين العرب، الذين