مزاولتها، وإنما كان يعدّ نفسه، ليدخل ميدان الأدب والصحافة والتأليف، وليكون من الرواد الأوائل في كل هذه المجالات إبان فجر النهضة الحديثة.
وقد بدأ نشاطه في الصحافة والنشر والتأليف منذ خلع السلطان عبد الحميد وصدور الدستور سنة ١٩٠٨ م. ثم اضطر إلى ترك العراق والفرار إلى نجد والحجاز عند قيام الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤ م، وبدء مطاردة الاتحاديين لأحرار العرب وتنكيلهم بهم. ثم عاد للعراق بعد انتهاء الحرب، واستوطن بغداد وتزوج من أهلها، ولكنه لم يرجع إلى نشاطه السابق في حقلي الصحافة والتأليف.
ولعل ما أصابه من تشرد وأذى وما لحق بدار نشره وصحيفته من خسارة وتوقف، وما ألقي عليه من أعباء أسرته وتكاليف عيشها، أقول: لعل ذلك كله زهده في العودة إلى الصحافة ومتاعبها، وحبّب غليه الوظيفة الحكومية وما تعنيه من الاستقرار والمرتب الثابت، وقد كان العراق، أول قيام الحكم الملكي فيه، بحاجة إلى كل من يحسن القراءة والكتابة، ليشغل وظائف الدولة الناشئة.
مناصبه:
وقد شغل الأستاذ الدخيل مجموعة من الوظائف الإدارية في الدولة، وردت الإشارة إليها مفرقة في بعض المصادر، فقد عيّن مديرًا لناحية المحمودية سنة ١٩٢٣ م، ووصفه من عمل معه آنذاك بأنه (رجل وديع لا يميل إلا للخير في كل ما يعمل أو يضمر)، ثم عين مديرًا لناحية بلد ثم صار قائم مقام لقضاء عانه، وقائم مقام لقضاء الجبايش سنة ١٩٢٧ م.
وفي سنة ١٩٣٦ شغل وظيفة مدير تحريرات كربلاء، ولما تقدم به العمر، رأت الحكومة نقله إلى وظيفة الملاحظية في مديرية الدعاية العامة للاستفادة من خبرته، وبقي فيها إلى أن توفاه الله.