ذلك أنه في عام ١٣٦٨ هـ اختير عضوًا في مجلس الإدارة الشركة بريدة للري والزراعة التي أنشأها جماعة من الأثرياء ومعهم بعض المثقفين فكان أعضاء المجلس ثمانية كان عبد الرحمن الدخيل أحدهم، وكنت أنا أيضًا أحدهم، وقد ذكرت ذلك في كتاب (يوميات نجدي).
ودكان عبد الرحمن الدخيل يعد بحق أول صيدلي في بريدة وليس المراد بذلك أنه درس الصيدلة، فذلك غير ممكن عندنا لو أراده ولكن معنى ذلك وواقع الأمر فيه أنه أول من صار يبيع الأدوية الأوروبية المغلفة المستوردة، ويعرف أسماء الشائعة منها مع أنه لم يدرس هو ولا غيره في ذلك الوقت، شيئًا من علم الصيدلة، ولم تكن توجد في بريدة آنذاك صيدلية نظامية مرخصة واحدة.
وكان عبد الرحمن الدِّخيل في أعلى سوق بريدة القديم العظيم في وقته، إذا نزل المرؤ من ميدان الجردة مع هذا السوق منحدرًا من الشرق إلى الغرب وجده على يده اليسرى.
وقد بقي فيه سنوات طوالًا، وكان بينه وبين دكان والدي دكانان فقط، أحدهما الملاصق لدكان والدي وأكثر من كان نزله إبراهيم بن عبد العزيز اليحيى، لأن الدكان يرجع ملكه لنساء من أسرة المهنا حكام بريدة السابقين وهو - أي إبراهيم اليحيى - قد تزوج امرأة منهم فابنه عبد العزيز أخواله المهنا.
ودكانه ملاصق لدكان والدي من جهة الشرق والثاني ملاصق من جهة الغرب لدكان عبد الرحمن الدخيل، وقد عرفت أنه نزل فيه جماعة عديدة في المدة التي كان والدي في دكاننا، أذكر منهم خالي إبراهيم بن موسى العضيب، ومحمد بن إبراهيم الرسيني وعبد الرحمن العقيلي وصقر الرميح وإبراهيم بن محمد الصالح اليحيى.
أما عبد الرحمن فإنه ظل ثابتًا في دكانه، وكان يجلس عنده بصفة مستمرة